حاورتها/ هويدا ناصر الفضلي


المراه باليمن تتعرض للعنف بمختلف اشكالة ومازالت الى يومنا هذا تتحدى المصائب والقضايا التي نالت من الكثيرات باليمن السعيد الذي كان سعيداً واليوم و بفعل الحروب المستمرة التي تجاوزت عدد من الأعوام دون جدوى او حلول  بكل القضايا ،وبكل المجالات أكانت اجتماعية من قضية الزواج المبكر والاغتصاب وثقافة العيب وختان الآناث ناهيك عن النظرة الدونيه والتحرش والتقليل والتحجيم ، او بالقضايا السياسية ،حيث النساء في اليمن  يعانيين من التهميش ومن جرائم العنف بدرجات أكبر خلال الحروب ،ونادرا ما يتم النظر في المراه من المنظور النوعي والاجتماعي ،وخصوصاً في التخطيط والتنفيذ ،وبالتالي لأبد من التنبه إلى واقع النساء في ظل الحرب وما بعد الحرب عن طريق إجراء الدراسات الميدانية للنظر في احتياجات النساء وأوضاعهن، وإعداد البرامج الملائمة في مجال معالجة آثار الحرب والنزاعات المنعكسة على النساء، وكيفية حماية حقوقهن المكتسبة من الناحية التشريعية أو العملية.

 فالدراسات الحالية المتوفرة في اليمن تشير إلى تفاقم الفقر بين النساء، وازدياد نسبة المعيلات للأسر والضغوط النفسية التي تؤدي إلى اضطرابات نفسية جسيمة بين أوساط النساء. حيث تشير الدراسات الحالية إلى تدهور أوضاع النساء أثناء النزاع في اليمن في جميع المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والسياسية؛ بل إن هناك تخوفاً من تراجع الإرادة السياسية في تفعيل مشاركة النساء، وتطبيق ما أنجزته النساء في كسر القيود الإجتماعية والثقافية في 2011، ومخرجات الحوار منها "الكوتا" مما يؤدي إلى تراجع في جميع الإنجازات التي حققتها النساء في العقود الماضية ،وفي هذا العدد التقينا بالاستاذة "ليلى الثور" الناشطة السياسية والمهتمة بمجال حقوق الإنسان ورئيسة مبادرة سام للسلام  لنتحدث بمعيتها عن العنف القائم على المراة من اسبابه وطرق الفعلية للمعالجة قولاً وفعلاً، وايضاً للحديث عن القرارات الأممية بخصوص النساء لاسيما القرار1325 حول الأمن والسلام للمرأه وكان هذا في الحوار الآتي:-


اهلاً بكِ استاذة ليلى الثور بعد اطيب التحايا نسعد لتكوني ضيفتنا بهذا العدد من اجل النقاش في قضايا العنف ضد المراه وخصوصا اننا في ايام ازداد بها عدد الحملات بهذا الشأن .. 
_ في البداية اعطينا نبذه تعريفية عنك؟

 اسمي ليلى لطف الثور – ناشطة حقوقية وسياسية وفي مجالات بناء السلام منذ العام 2011
اول امرأة في اليمن تشغل منصب رئاسة المكتب السياسي والعلاقات في حزب الامل العربي ورئيسة مبادرة سام للسلام وحقوق الانسان – الوسيط بأكبر تبادل للأسرى في اليمن – وتمكنت من متابعة الإفراج عن العديد من المعتقلين والمعتقلات- و حل العديد قضايا الاختطافات والصراعات المسلحة.
 
_ حديثنا عن واقع المرأه اليمنية في الوقت الراهن؟
 للأسف واقع المرأة اليوم يشهد انتكاسة خطيرة وغير مسبوقة في تاريخ اليمن الذي عرف بارض الملكات وذلك في كل المجالات , حيث تتعرض النساء منذ بداية الصراع في 2014 للكثير من الانتهاكات الجسدية و النفسية و التي وصلت الى الاعتقالات والتعذيب والقتل و الاختطافات والتي لا يتم معاقبة الجناة في معظمها بل نجد من يبررون لها في سابقة خطيرة تنذر بانحدار كبير في اخلاقيات المجتمع و عاداته وتقاليده الاصيلة التي تكرم المرأة وعرف بها اليمنيين على مر العصور, وعلى الصعيد السياسي و المجتمعي تشهد نساء اليمن حرباً شرسة و عملية اقصاء ممنهجة شاملة من كافة المناصب والحقوق المشروعة التي كفلها لهن الدستور و الدين الإسلامي من قبل اطراف الصراع و اللذين جعلوا من النساء الضحية الأولى لهذا الصراع و اللاتي وصل بهم الحال لانتزاع كافة حقوقهن في بناء السلام و القرار السياسية مثل يحدث بالتشكيلات الحكومية.
 
 _كيف ممكن ان توصفي وتوضحي مدى إدراك المرأه نفسها بحقوقها؟
أصبحت المرأة اليمنية اكثر إدراكاً بحقوقها منذ العام 2011 حيث عملت النساء على إنشاء الأحزاب و المشاركة الفاعلة فيها بالإضافة الى تميزهن في قيادة منظمات المجتمع المدني ،ووصلت العديد من النساء الى مراكز مرتفعة في صناعة القرار حيث وصل عدد الوزيرات الى 4 في حكومة خالد بحاج في 2014 , كما شاركت النساء بفاعلية في مؤتمر الحوار والعديد من المجالات الاخرى,و بإمكاننا ان نرى حجم التكاتف النسوي في السعي لاستعادة السلام لليمن و أيضا المساهمة الفاعلة في التخفيف من الوضع الإنساني و ارتفاع اصواتهن في المطالبة بحقوقهن في المشاركة في مفاوضات السلام و إيقاف الإنتهاكات التي يتعرض لها المجتمع نتيجة الصراع, كما ان  ارتفاع وعيهن في حقهن الدستوري في المشاركة في جميع التشكيلات الحكومية بما لا يقل عن 30% جعلهن يتوحدن في اطلاق حملة معارضة ضد أي اقصاء غير منطقي و لا مقبول يتعرضن له من قبل الأطراف السياسية.
 
_ القرار 1325 مفاده الأمن والسلام ومنذو ايام كان اليوم العالمي لحقوق الانساني اين تجدي المرأة اليمنية من هذه القرارات وهل يوجد بادرة امل واقعية؟
للأسف يحتفل العالم بذكرى صدور القرار في ضل انعدام تام لتنفيذه وتطبيقه في اليمن، حيث تشهد نساء اليمن اقصاء كامل من قبل أطراف الصراع الذين يتعنتون في رفضهم لمشاركة النساء في ضل تخاذل دولي لمساندة نداءات وجهود النساء اليمنيات الساعيات لأنهاء هذا الصراع, والاقصاء التام لهن في كل المجالات.
 
_ماهي الآثار المترتبة على العنف القائم على المرأه؟
تترتب على العنف ضد النساء عواقب و تداعيات كبيرة على النساء و الاسرة بشكل خاص و المجتمع بشكل عام, فمع ارتفاع العنف ضدهن نجد ارتفاعا كبيراً في نسبة الطلاق ،والتي يصاحبها ضياع و شتات للأطفال والذين شهدنا تعرض الكثير منهن للعنف والتعذيب بل و حتى القتل من قبل زوجات الآباء او الآباء انفسهم و ذلك في بادرة خطيرة أيضا لم يشهد لها تاريخ اليمن مثيلاً فهو الشعب المعروف عنه بالرحمة و الحكمة, فاستقرار المرأة و امانها هو استقرار للمجتمع اجمع.

 
_ اليمنيات أنفسهن لايوجدن وسائل لحمياتهن عند مناهضتهن للعنف القائم عليهن ،هذا يجرنا لسؤالك كيف ممكن ان نساعدهن ونجعل المجتمع نفسه يساعدهن ؟

 للأسف فانه لا يوجد حتى الآن جهات يمكنها ان توفر حماية حقيقية للنساء اللاتي يتعرضن للعنف في ضل الصراع و سيطرة الأفكار المتشددة ضد مشاركة النساء و حقوقهن حيث تعمل الأطراف على منع مشاريع الحماية الخاصة بالنساء والأطفال وهذا بحد ذاته يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الانسان و لكل القرارات والمواثيق الدولية, و لذلك فان من المهم العمل على رفع مستوى الوعي المجتمعي في اليمن بتعاليم الإسلام و عاداته وتقاليده الاصيلة الداعمة لحقوق المراة, و توفير مراكز الحماية المناسبة بالإضافة الى الاهتمام بتمكين النساء في شتى المجالات وخاصة في الجانب الاقتصادي ليتمكن من حماية انفسهن والحفاظ على حياتهن و حياة اطفالهن ان وجدو.
 
_ماهو السؤال الذي تمنيتي ان أسئلك ولم أسئلك؟
ماذا لو وحدت نساء اليمن في الداخل والخارج جهودهن للدفع نحو السلام وتمكين المرأة بشكل حقيقي وفعال؟ وردي سيكون لكِ ان  القوى ستصبح اكثر تماسكاً ويداً واحدة لمواجهة العنف .

_ رسالة منكِ اخيره من خلال هذا المنبر؟

رسالتي هي ان نذكر الجميع وخاصة اطراف الصراع بإن اليمن هي ارض الحكمة و الايمان وان أهلها هم الارق قلوباً والين افئدة, وان تاريخها هو من اكثر الشعوب التي كرمت النساء فهن جزء منكم يا رجال اليمن فكونوا قوة لهن لا عليهن.
رسالتي للخارج هي اننا نطالب بالوقوف معنا و مساندتنا للخروج بوطننا لبر الأمان و انقاذ شعبنا من مصير مجهول و ان يتم تطبيق القرارات الدولية الداعمة للنساء قولا وفعلا. 
هذه المادة لشبكة اعلام للسلام والأمن وهيئة الامم المتحدة للمرأة ضمن حملة ال١٦ يوم لمناهضة العنف ضد المرأه.