محمد عمربحاح ✍🏻

   
  يبدو ان الهجرة عادة حضرمية لايخلو منها بيت ، وفي حين ان هجرة حضارم الداخل غالبا كانت إلى شرق آسيا ، فإن هجرة حضارم الساحل كانت ايضا في اغلبها إلى شرق افريقيا .. ومابين الهجرتين لايسلم الأمر .. إلى الارخبيل ، او إلى السافانا .. هذا قبل ان يكتشفوا مواطن الهجرة الجديدة إلى شمال الجزيرة العربية .. إلى الحجاز والكويت والامارات ..
  وككل الحضارم ، هاجر اخوالي آل برقة إلى الصومال .. ويبدو ان الهجرة إلى الصومال في بدايات القرن العشرين كانت جاذبة ومغرية ، إذكانت غنية فيما يبدو .  فهي بلاد  " ُبنت " ، او بلاد اللبان والبخور في سالف العصور ، وجلبت لها تلك التجارة مع الممالك الفرعونية والامبراطوريةالرومانية ثروة هائلة دون شك . 
  وفي العصر الحديث فان تجارة المواشي والأخشاب كانت تجعل منها بلادا غنية إلى درجة ان الصومال ارسلت مساعدات إغاثية إلى اهل المدينة المنورة من الذهب والحبوب والمواشي عندما حدثت فيها مجاعة في بداية القرن العشرين حسبما كشف عنه مؤخرا ! 
     ابي متزوج من ال برقة ، إذ تكون زوجته الأولى " أمي " سعيدة بنت عمر برقة ،  شقيقة خالي مبارك عمر برقة ،  خال اخوتي فرج ومحفوظ وآمنة وصالح..  وبالتالي هو خالي  ، ولم اكن اناديه الإ كذلك . وبيته قريب مسجد النور . و في فترة من حياته هاجر إلى الصومال ثم عاد إلى الديس . وله اخ آخر هو خالي احمد ، ولخالي احمد ابن اسمه محفوظ هاجر إلى الكويت وعاد منها قبل سنوات ومتزوج من آل باوزير .
    و من الشخصيات المعروفة من هذه الأسرة محمد سالمين برقة الذي اشتغل مراسلا في المدرسة الغربية القديمة . وكانت توكل إليه مهمة جلب الطلاب الهاربين من المدرسة ، برفقة مجموعة من الطلاب ، فيأتون عنوة بالطالب المتغيب عمدا ، إلى إدارة المدرسة !
  ومن هذه الأسرة سلامة بريقة زوجة محمد طبيب التي جعلت بيتها كتابا  لتعليم فتيات الديس القران الكريم . 
واخيراً الدكتور محمد سالمين برقة الذي تتلمذ على يد خاله عالم الفرائض والميراث الشيخ عبدالله سعيد غانم ، الذي اشتهر بتلاوته للقرآن الكريم على طريقة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ، وتعلم التلاوة والتجويد بجهده الخاص . وكان إمام الجامع الكبير في الديس الشرقية في السنوات الأخيرة حتى وفاته . 
 وقد واصل محمد سالمين برقه تعليمه حتى نال درجة الدكتوراة في اللغة العربية وعمل أستاذا في جامعة عدن إلى ان توفاه الله . 
  واخي محفوظ متزوج من ابنة خالته ، شقيقة عبد الله غانم وهو خال اولاده صبري ونجيب .
  وكما هاجر بعض من ال برقة إلى الصومال ، كذلك هاجر احد هؤلاءإلى زنجبار ، هو تاجر اللخم محفوظ برقة ،  المتزوج من عيشة باكثير . وبيت باكثير هذا في القويرة اسفل مسجد السادة ،  اغرب بيت في الديس حيث توجد في الحيوة المواجهة للضيقة حفر ومغارات يعشش فيها الحمام ويعزىوجود هذه الكهوف ، إلى جد لهم كان يحفر في  ارضية الحيوة ، ويبيع الطين " قاصة " التي كانت لها إستعمالات متعددة ، فبالإضافة إلى البناء تستخدم هذه الطين البيضاء كصابون لغسل الملابس ، والشعر مقام "  الشامبو " ..  وعند فتح المدارس عرف الطلاب قوالب الصابون . ولاتزال تلك الحفر والكهوف التي حفرها الجد في أرضية وجدران الحيوة موجودة لاتخطئها العين ! 
 وقد تركت عيشة باكثير زنجبار بعد ثورة عبيد كروما في زنجبار عام 1964 م حيث تعرض المهاجرون العرب ، الحضارم والعمانيون للإضطهاد واموالهم للنهب ، وعاشت في عدن .   
   ولمحفوظ برقة هذا ابن من زوجته السابقة التي تزوجها من بعده سالم دحمان اسمه عمر وعمل في احد بنوك عدن . كما لمحفوظ برقة إبنة متزوجة من احد حكام زنجبار آل بوسعيد الذين حكموا زنجبار ، وتعيش في عُمان . 
    
       وللحديث بقية ...