في مثل هذا اليوم تم إحتلال عدن من قبل الإمبراطورية البريطانية، بعد مقاومة من ابناء عدن و قوات سلطنة العبدلي التي كانت عدن تتبعها.
خضعت عدن بعد إحتلالها لإدارة شركة الهند الشرقية التي تديرها بريطانيا حتى العام 1937م، و انتقلت إدارة عدن للتاج البريطاني مباشرة، و اصبحت تابعة للمستعمرات البريطانية، و اصبحت تابعة للتشريعات المعمول بهما في المستعمرات البريطانية. 
                                        
قال أهل عدن و خاصة بعد التأثيرات العالمية و العربية التي بدأت في عدن ان مدينتهم اصبحت "فتاة الجزيرة"، و لهذا اصبح لعدن بعدٌ وطنيٌ قوميٌ و مع اشتداد دور أفكار القومية العربية التحررية، انتشر في عدن النشاط الصحفي و النقابي و السياسي، و كانت أشهر الأصوات للحرية في تلك الأيام رائد التنوير محمد علي لقمان من خلال صحيفته "فتاة الجزيرة"، و صرخ لقمان انها بداية الثورة السياسية، التي تبعتها بعد ذلك في 14 أكتوبر 1963م الثورة المسلحة التي أجبرت بريطانيا على الرحيل.
                                                
و بعد ذلك و للأسف قام السياسيون الجنوبيون الجُدد قليلي الحيلة و الخبرة بتغيير اسم الجنوب العربي برغبة من قيادات حركة القوميين العرب و على رأسهم   الفلسطينيْن جورج حبش و نائف حواتمة، و هكذا سقطت عدن في أيدي الرفاق و أصبحت عاصمة لأول دولة تدّعي إنها تؤمن بالفكر الماركسي.
                                             
و منذ العام 1969م دخل الرفاق في صراع إشتراكي بين من هو الإشتراكي الماوي، إنتساباً لماو تسي تونج، و من ينتسب للإشتراكية العلمية، و كلهم كانوا يقولون أنهم أمميون..!!! و أصبحوا رهائن لتعليمات موسكو و بكين الصينية، و جعلوا من عدن اكبر قاعدة عسكرية للسوفيت في الشرق الأوسط  و استبدلوا الاحتلال و القواعد البريطانية  بقواعد سوفيتية.
                                              
و عندما تحررت عدن، و قام النظام الجديد بعدن بحملات تطهير للمثقفين و المتعلمين و علماء الدين و المناضلين الحقيقيين من أبناء عدن و شعب الجنوب العربي، و تعرّض الكثير منهم للقتل و السحل و السجن و التشريد الذي قام به (الرفاق).
                                                  
 و بدأت قيادات  الحزب تتصارع فيما بينها من اجل كراسي السلطة و الصراع  بين أجنحة الحزب الاشتراكي اليمني متجاهلين الجنوب العربي، أصبح صراعا دمويا كل عدة سنوات فقد كان الناس يتندرون بأنه أصبح (دوري) كل خمس سنوات كان آخره و أبشعه القتال الدامي في يناير 1986، حيث سقط الآلاف من كوادر الحزب عسكريين و مدنيين و تقدر بعض المصادر بان عدد القتلى في أحداث 13 يناير 1986م (أكثر من عشرة ألف قتيل).
                                               
و ذهب الفصيل المنتصر في حرب 1986م للوحدة اليمنية بعد سقوط الاشتراكية و الشيوعية في دول الاتحاد السوفيتي و المعسكر الشرقي و تخلى عنهم عندما بدأت تتهاوى النظم الاشتراكية و الشيوعية و تسقط بأيدي الشعوب المقهورة بحكمهم .
و تحققت الوحدة المشؤومة في الثاني و العشرين من مايو 1990م، و لا زال الشمال يحارب الجنوب، و لا يزال الجنوبيون يحاولون إستعادة دولتهم التي ذهبت بالخطأ للوحدة.


 الخلاصة : كم اتمنى من الساسة الجنوبيين الموجوديين على الساحة الآن ان يتعلموا من أخطاء من سبقهم، و ان يذهبوا للإتفاق و إشهار جبهة جنوبية متحدة تمثل الجنوب العربي.
د. علي محمد جارالله
19 يناير 2021م