عفراء الحريري 

إلى الأخت العزيزة :  رضية محمد عبدالملك المتوكل 


سلمت أناملك أيتها الرائعة ، و تألمت لألمك وآلم ألاف الألف من النساء ، آن الأوان لأصوات النساء أن تعلو من داخل البلد ، من اليمن التي مزقها حب وعبادة  السلطة ، وماتحققه من أرباح ورأسمال ، تحت أغطية بمسميات وشعارات وقرارات وتصريحات ، بمعية أقلام الارتزاق التي لاتختلف عنهم كثيرا ، يكذبون علينا بها كل لحظة وكل يوم.
والعجيب ياأخيه أنهم في الجهتين ( شمالا وجنوبا ) يجيدون فنون إطلاق المصطلحات في حربهم مع شعبهم فقط .
فتارة إستعادة الشرعية و الجنوب ومحاربة تنظيم القاعدة وأخرى العدوان والارهاب والعملاء ، وفي الحالتين أدنى طموح الحرب أن يباد المستضعفين والمستضعفات  والبسطاء و الفقراء . 
و أقصى طموح الحرب تقييد الحريات و كبح لجامها ، ببترها أما بالتهديد و تلفيق الإتهامات  والاعتقالات أو بالتعذيب والاخفاءات القسرية ومحاربة المنكر . 
لعمري لم أقرأ عن حرب هدفها الوحيد القضاء على الشعب ، و تسليم الوطن للإقليم"إيران والسعودية والامارات" الذي يزج بأبناءنا فيها للقتل بالوكالة عنهم وعن أبناءهم . 
ليست صنعاء الوحيدة التي تعاني ، عدن و حضرموت وتعز و الحديدة والمهرة .... 
 بلى كل اليمن تأن من وجع المعاناة ، من الموت الذي  يرافقنا كالظل ، من القهر المعجون باللقمة ، من الظلم المغروس في خلايانا ، من العبودية للعقال و الكوفية والعباءة السوداء المحيطة بنا  ، من الهون والهوان لقيمنا و مبادئنا . 
معركتهم جميعا ( شمالا وجنوبا)   ياعزيزتي مع النساء ، لأنهم قد أذلوا أنفسهم و أذلوا الرجال ، ويبدو أن قليل من الحياء والأدب تبقى من بقايا عرف القبيلة ، و خشية لوم المجتمع الدولي، هو الذي يمنعهم من وأدنا أحياء ، فالسلطة الشرعية والانتقالي قد وضحا في سلوكهما لمنع النساء بتبؤ أي منصب سياسي أو دبلوماسي ومنع معاملات أستخراج وثائق الهوية إلا بولي أمر ، وربما في القريب العاجل يبتدعا فتاوى أخرى ، أما فتاوى أنصار الله فإبدعاتهم تجاه المرأة قد سبقت هذا الوضع بكثير مئات السنوات إلى الوراء . 
تلك الفتاوى التي تهل علينا ، ليس بالضرورة أن تكتب أو تصدر بقرار ، أنما ترتبط بالسلوك مباشرة .
 أنها تجارة ياسادة ، هي ذات التجارة ، أنها تجارة الدين التي تعادل تجارة الحرب وتساويها ورائجة مثلها ، فهي قليلة التكاليف لاتدفع السلطة فيها شيء ، مضمونة الأرباح تحقق الهدوء والراحة للسلطة سريعا  ، سهلة الرواج يوجد إعلام يشجعها  ، عديمة المنافسة لاتهم غير المعنيات بها (نحن النساء) ، تنمو وتزدهر بزيادة الجهل ، وتفشي القهر ، ونحن الحمد لله قد توفرا وفاضا لدينا الاثنين .
  فالدين جاء للمصلحة العامة وليس الفساد من الخزينة العامة ، وإستقامة أحوال البلد وليس رهنها، ومنفعة الجميع وليس الأهل و الحاشية ، هي تجارة لاغش فيها بإستغلال مشاعر الناس بالشعارات ،  ولاتنازل بها عن الثروة والأرض ، و لا أخذ منصب لايحل لكم ولا لغيركم بالتمثيل و الخداع ، ولابالكذب و بالاقوال المتناقضة مع الافعال ولا بالوعود ثم الجحود . 
لا تجعلوا الدين وسيلة للوصول إلى غايتكم المتمثلة بالسلطة ، لأنكم انتم السلطةوالأقليم"إيران والسعوديةوالامارات" و الدول الممسكة بزمام الأمور ، تريد أمثالكم فقط في السلطة .
تعالي يارضية نقول لهم في السلطتين : 
( أفعالكم هي العورة والمنكر ) ، 
فأجعلوا السلام والحرية تجارة رابحة من أجل الدين وليس به .