محمدعمربحاح  ✍🏻


   وحين لاتسمع جوابا ، تستعين كما امرها الله ، بالصبر والصلاة .. تصلي كثيرا .. تسجد ، تطيل السجود ..و صلاتها بالمسجد ..كل صلواتها في "  مسجد الحبش "  ، حتى انها كانت تشرف على تنظيف القسم الخاص بالنساء ..وتحب ان تفعل ذلكﻛﺜﻴﺮا .. تروي حفيدتها عائشة فرج اللحظات الأخيرة في حياة حبابتها سعيدة : 
 اتذكر يوم وفاتها كان ذلك في بداية  تسعينيات القرن الماضي .. بعد ايام عيد الفطر المبارك .. يومها قمت عند الآذان الأول ، توضأت ، ثم قمت بغرف وضوئها من البركة التي كانت في الحمام في ذلك الوقت ، ثم ايقظتها للوضوء ، وذهبت معها للحمام ، وبقيت معها إلي ان اكملت وضؤها ، وصلت  الفجر .. 
بعد قليل ، بدات تتنفس بصعوبة..
  سألتها :   
  ايش تحسي. ياحبابة؟ 
   سألتني :  ابوك جاء من الصلاة او عاده ؟  
  بعد قليل جاءابي .. وكانت حالتها تزداد سوءََ ، احس الوالد مابها واسرع ونادى عمي الشيخ  عبدالله غانم " ابن اختها " وجلسا يقراءن سورة ياسين. .
  لم ادرك انها تحتظر إلابعد ان قام والدي باخراجنا من الغرفة انا واخواتي ..
 كانت تردد. : 
  هاتوا آمنة ..
 ذهبت ابنتها كانت عندنا مبيتة واخبرت والدتها وسرعان ماجاءت عمتي 
 قالت : آمنة انت جئتي .. الحمدلله
 بعدها بدقائق اسلمت الروح
 كان عمي صالح واخي احمد قد سافرا قبل ذلك بيوم بعد قضاء اجازة عيد الفطر في الديس فلم يشهدا هذه اللحظات الاخيرة ...
  كانت رحمها الله تدعو كل يوم : 
 "  يارب لاتموتني قبل ان اشوف ابو صبري "  
   بعد صلاة فجركل يوم تنادي باعلى صوتها : 
محفوظ !  
 نقول لها : 
  وين محفوظ ؟.... في الخليج !  مايسمعك. .
 تقول واثقة : 
 إلا يسمعني .. وبايجي
 ذات يوم ، وعلى غير توقع ، جاء محفوظ كأنه هبط من السماء .. كان الجميع قد يئس من عودته إلا هي .. كان ذلك بعد إجتياح العراق للكويت واشتعال حرب الخليج الأولى .. بعد مجئه بأشهر ماتت .. وكأنه قد سمع نداءها ..جاء وشافته قبل ان تموت .. وشافها 
     لم يستطع ان ينظر في عينيها وهي ترحل إلى السماء ، ظل في ارض " الدرع " كانه لم يستوعب هول الصدمة ، كانت عيناه نهرا من الدموع ، وقلبه اخدودا من الحزن . وامه سيدة الصبر تعبر الى ضفة اليقين ، يكفيها ان محفوظ عاد وشافته : كم واحد يملك مثل هذا اليقين .... كم ؟!