في منتصف الستينات من
القرن الماضي كان هشام تواق الى السفر كان حلم يراوده يتجاوز عمره. في ذلك.الوقت العشرين بقليل حتى تم ذلك اخبره قريب له بانه سوف يغادر على متن باخرة ايطالية متجهة،الى ميناء ليفربول في بريطانيا وعندما شعر هشام ان الرحيل عن مدينتة الطيبة الحنون اصبح واقع وليس حلم اجهش بالبكاء الصامت هل تستحق هده.الجميلة عدن  ان يغادرها وهل يقدر على فراقها خرج.هشام الى شوارع الجميله عدن كانت عدن الخير والحب  والعطاء و الرحمه
والتسامح عدن العطاء كانت الحاضنه بقوة لي ابنائهاء
المحبه لهم المحبه لغير 
ابنائها لكل من اتى من بقاع العالم وارتمى على صدرها لمن قال لها انتي امي هل ترضين ذلك وهي تبتسم وتقول انت كاواحد من اولادي..... 
خرج هشام يتامل الوجوه الطيبة الضاحكة في شوارع امه عدن يتامل الناس فردا فردا وهو يقول في سره هل.يوجد اطيب من هده الوجوه  هل يوجد.اجمل من.هده الجميلة الرقيقة عدن كان حبه للسفر من فرض عليه ذلك وفي يوم الخميس دنت ساعة الرحيل ذهب هشام الى الميناء وكانت الباخرة الايطالية على الرصيف كانت باخرة ضخمة صعد هشام على متن الباخره وماهي الاساعة حتى غادرت الباخره ظل هشام يتامل الحبيبة عدن وهي تتلاشى شي فاشيئا وعندما غابت عن ناظريه وكان اخر شي.يراه هو جبل شمسان الدي كان ينظر الى هشام وكانه يقول له عود يابني عندما غابت الحبيبه تماما سقط هشام على الارض وظل يبكي لم يتصور ان الفراق سوف يشق عليه ويشعره بالغربه وهو لم يتعود على هدا الشعور وصل هشام الى بريطانيا وظل يتنقل من مدينه الى مدينه ويعمل في كل.شي.كان دائما يشدو بحبيبته عدن بكل من التقاه وانه سوف يعود يوما الى امه عدن تزوج هشام بفتاة انجليزية احبته وانجبت له بنتين وولد الابنه الكبرى اسماها عدن
كانت الملابسات السياسية التي احاطت با امه عدن هي التي ابعدته عنها وهو تواق 
لروءيتها كان يحكي لي اولاده عن عدن الخير حتى حفظوا كل شي فيها اسماء الجيران واسماء الشوارع يحكي عن اسواقها ومقاهيها الشعبية،عن قلعه صيره وعن منارة عدن وعن الصهاريج وعقبه عدن عن خلجنهاء وشواطئها عن مزاراتها واضرحتها وعن مساجدها عن مدارسها عن شعبها الطيب بكل الوانه شيوخ وشباب واطفال ونساء
غاب هشام عن امه التي شاخت خمسه واربعين عام وفي يوم عقد العزم بان يعود الى امه عدن حتى يراها فقد اشتاق لها.كثيرا اخد هشام اولاده وغادر بريطانيا الى عدن وصل ارض معشوقته عدن استقل سيارة واولاده واخبر السائق بان يطوف المدينة وشوارعها كاملا كان جالسا في الخلف امام النافده وبجانبه ابنتيه وبجانب السائق ابنه ظل السائق يلف الشوارع واحد تلو الاخر جميع شوارع عدن وهشام ينظر الى امه.عدن وعيناه مغرقتان بالدموع وكفه اليسرى على خده نظرت اليه ابنته الكبرى وقالت ماذا بك ياابي قال والدموع تسبق كلاماته لقد تعبت هده المدينه الحنون كثيرا حتى انها لم تعد تعرفني ولم اعد انا اعرفها كما عرفتها تمام في السابق لقد شاخت امي عدن كثيرا وتعبت انها يبدو لي حزينه انا اعرف امي عدن تحزن عندما يحزنون اولادها انها امي الحنون عدن..