تقول الحكمة اليابانية في احترام المعلم: “اجعل المسافة بينك وبين معلمك سبع خطوات حتى لا تدوس على ظله“.
في كل دول العالم إذا لم يُكرم فيه المعلم فإنه لا يهان ابداً، ولكن في هذا البلد مازال اساتذة التعليم والتعليم العالي يطالبون بحقوقهم، في وطن اصبح المعلمين فيه يحملون هم العيش الكريم بعد أن كانوا يحملون أجيالاً إلى مستقبلٌ مشـرق، واصبحوا يحملون هم العيش بكرامة بعد أن كانوا يحفظون كرامـة هذا الوطن ومكانته بالعلم والتنوير.

إلى لحظة كتابة هذا المقال مازال المعلمين في وزارة التربية يكافحون للمطالبة بإنصافهم، نفذوا كل الوسائل من الإعتصامات إلى الإضراب، لتتعهد لهم الحكومة بعد ذلك بتنفيذ طلباتهم، إلا أنها نكتث ذلك العهد ليعودا إلى التصعيد المدني من جديد، وفي المقابل هناك كذلك من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المعينين أكاديمياُ مازالوا ينتظرون التسوية في رواتبهم، فقد وصل أن خدم بعضهم في السلك الأكاديمي مايقارب 15 عاماً دون مقابل. 

اساتذة جامعات ومدرسين في وزارة التعليم، بعد أن افنوا شبابهم في التدريس وبعد أن انحنى الظهر واشتعل الرأس شيبا، وبدل من ان يتم تكريمهم وحفظ تاريخهم المشرف، انتهى حال بعضهم أن أصبح حمالاً للطوب والبعض يعمل في البيع على الطرقات والشوارع ،والبعض يعمل في المقاهي والمخابر لكي يحصلوا على مبلغ يسد رمقهم واسرهم في ظل ضروف الحياة الصعبة.

أصبحنا في بلد يكرم اللئيم ويهين الكريم، نُصب فيه الجهلة والبلاطجة قادة وتركوا الكريم ابن الكريم يبحث عن قـوت يومـه بـِ عناء، انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل الإجتماعي العديد من الصور لأساتذة جامعات تخرجوا من ارقـى الجامعات في العالم، يحملون الدكتوراه ومنهم من أصبح برفيسور، ولديهم ابحاث ومؤلفات واختراعات علمية وأكاديمية تم نشرها في جميع انحاء العالم، تم إقصاء العديد منهم ومن النخب المثقفة عن المشهد العام في البلد، واستبدلوهم بشخصيات لم نعرفها من قبل او نسمع عنها، ولا تمتلك أي مؤهل علمي أو أكاديمي غير الفيسبوك والواتس أب، شخصيات بمظاهر صوتية تم فرضها على المجتمع ليعيش في معمعة ويزداد الوضع سواءٌ أكثر من ماهو عليه، وبعد حرب 2015م أصبح الكثير منهم قيادات ومسؤولين في الدولة، ومن أصحاب الأموال والتجارة.

الوطن بدأ يفرغ من العقول فهناك من الأساتذه من تم اغتياله وهناك من مات قهراً، والبعض منهم هاجر لخارج البلاد مجبراً وفي قلبه غصه ألم على فراق مسقط الرأس بهذه الطريقة المحزنه، أضاعـوا حق المعلم وأبعدوه عن المشهد، فضـاع الوطـن بشخصيات فارغـه اسقطته من مكانته وهيبته.

وقف المعلم طويلاً وهو يبني صروح المجد وحـده ،والكل جالس ينظر له ويسمع...
قفوا مع المعلم  واعيدوا لـه كرامتـه، فهيبة المعلم من هيبة الوطـن...