يحكى أن :-
 التاريخ العربي ، سيفرد مرة أخرى في سياقه الحكائي عن القصص المتعددة  للصعاليك ، تلك الفئة التي تميزت بنبل لصوصيتها ، فقد كانوا يقوموا بغارات على القبائل الغنية القوية ، ويسرقونها ثم يهربون مع غنائمهم لتقديمها للقبائل الفقيرة و الضعيفة .
 وفي تاريخنا المعاصر يوجد لصوص في حكومة عربية لدولة فقيرة مزقتها النزاعات على السلطة تسمى اليمن ، طوروا أخلاقيات اللصوصية فمنهم من يغسل الأموال بطرق معقدة ، و منهم من يستغل إيرادات الدولة ، ليس من أجل الفقراء مثلما الصعاليك ، ولكن  لتعود عليهم بالنفع الذاتي . 
 و ظنوا بأنهم لن يتركوا أثرا لأفعالهم السيئة تلك .
فقد وضعوا في حسبانهم أن غسيل الاموال والفساد و إستغلال الإيرادات هي طرق و مفاتيح فردوس الثراء ، فأبتدعوا آليات لسرقتها ، بحيث لاتترك دليل عليهم أيضا ، إلا أن فريق الخبراء كان لهم بالمرصاد ، و تبعه جهاز الرقابة والمحاسبة ، وفضحهم  .
إننا نعيش في نظام كليبتوقراطية غير المستحية ، ( أي نظام الحاكم اللص ) ، حيث  تتولى الحكومة والمسؤوليين الحكوميين والسلطة السياسية شمالا وجنوبا ،  ممارسة مهنة اللصوص بسرقة المال العام والثروة بشكل تراكمي على حساب هؤلاء المساكين من الفقراء و الشرفاء ، أي  على حساب شعب هم أفقروه وأكلوا قوته و سلبوه قوته . 
و المخجل في هذا النظام الكليبتوقراطي أنه لايوجد فيه رجل واحد ، ليس بالضرورة أن يكون رشيد ، بل ممكن لص صعلوك يسرق لإطعام الفقراء والشرفاء ، ويخجل من فعله و أفعال الحكومة والسلطة السياسية ، ويقول لهم : ( كفى لقد بانت عورتنا وعرينا للعالم أجمع ، وتصدرت أخبار الفضائيات الاقليمية والدولية ، وعلينا الان أن نستتر قليلا ، لحفظ بضع قطرات من ماء الوجه ) . 
فحتى الحفاظ على هذه القطرات لن يغير سياق التاريخ ، فقد كتبت حكايتكم على صفحات تقرير دولي ، ستستشهد به ذات يوم الأجيال القادمة ، و ربما تقدمه ضمن أدلة إثبات كثيرة أمام المحاكم الوطنية والدولية " بإذن الله" ، عن نظام حكم اللصوص اللذين سرقوا حبات من الارز والقمح والسكر من أفواه أبائهم وأمهاتهم ، بلا أدنى اخلاق وبلا  ذرة حياء . 
فأعلموهم بأن قضايا الفساد  لاتسقط بالتقادم .