في الفاتح من ديسمبر 2019م أصدر سعادة اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي قراراً بتعيين عمرو البيض نجل علي سالم البيض، عضوا في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.
و يومها إنزعج الشارع و تساءل ما هي الحكمة من هذا القرار، فالشاب عمرو لا يملك اي خبرة سياسية تؤهله لهذا المنصب، و لا يمتلك خبرة المعاناة التي عاناها القادة أمثال الزبيدي، و ما هي مؤهلات الشاب عمرو حتى يتم تعيينه عضو هيئة رئاسة، فلعمري الناس تنقسم الى قسمين، القسم الأول من يبني مستقبله بنفسه، و هؤلاء هم القادة، و القسم الآخر يترك للآخرين بناء مستقبلهم فهؤلاء لن يصبحوا قادة أبداً.
 عمل قرار تعيين البيض يومها في رئاسة الإنتقالي هزة قوية في قواعد و شعبية المجلس الإنتقالي بل و أفقده جزء من شعبيته و قاعدته الجماهيرية، اتذكر يومها أنني سألت أحد الأصدقاء في هيئة رئاسة الإنتقالي عن فحوى و سبب تعيين البيض بوظيفة عضو هيئة الرئاسة و هو شاب صغير لا خبرة له، فرد علي مبتسماً يجب أن نعطي الشباب الجنوبي الطموح و الفرصة ليتعلم، و يصبحون قادة المستقبل.
فأستغربت من الرد المصحوب يإبتسامة !! فهل فرغت عدن و الجنوب من الشباب الطموح الذي واجهوا و يواجهون الوجع و المعاناة هم و اباءهم و أجدادهم منذ 1967م، الم نرى ابناء عدن و الجنوب الشباب في 2015م يتركون اعمالهم و يشتركون برشاش لكل شخص يستعمله لثمان ساعات في اليوم و يسلمه لصديقه دفاعاً عن عدن، هؤلاء لا طموح لهم؟
و بعد 14 شهر و في الأمس الأحد 14 مارس 2021م أصدر رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي القرار الخاص بتعيين نفس الشاب الطموح (حسب رؤية الإنتقالي) عمرو البيض ممثلاً خاصاً لرئيس المجلس الإنتقالي للشؤون الخارجية.
لا اعرف لماذا تذكرت عندما تقاتل الرفاق في يناير من العام 1986م و تم تسمية المقاتلين من ابناء ابين و شبوة و من ناصرهم من الجنوبيين بالزمرة، و المقاتلين من ابناء الضالع و يافع و من ناصرهم من الجنوبيين بالطغمة، و انتهى القتال لصالح الطغمة، فكان اول ما عملته الطغمه هو إستمالة حضرموت لهم و تسليم علي سالم البيض أمانة الحزب الإشتراكي، و حيدر العطاس رئيسا للجمهورية، الا ترون معي تشابها مع إختلاف الأعمار.
في فمي ماء
د. علي محمد جارالله