مازال وجهك وردة تبدد  يبس الخريف 
وجذوة  تدفئ ليالي الشتاء يا أمي 
حاولت أن أكونك كثيرا 
فما أفلحت إلا أن أكون 
طفلتك التي تأبى الفطام 
تتعلق بضفائرك الطويلة 
و تعزف البكاء كل ليلة
وخيبة النداء  عند كل منام
خمصاء أيامي بعدك يا أمي 
جوّعني الحنين إليك
أقتات بقايا ذكراك 
فيغرقني ودق المآق 
ووحدك في عيني صورة تقاوم البهتان 
أكان لزاما عليك أن تكوني لأبي كلمة لا تخون 
وخطوة لا تعرف الخذلان ؟ 
رحلتما معا تزرعان في مسافات العمر شتلات فقد
أسقيها  حيا العيون
فتهاديني أوار الأحزان  
تصلبني على  سارية السنين قهرا
والقلب في ارتحال 
تدفع بي عجلة الحزن لمنافي الغياب
أسير فوق تشققات الدروب 
وأتوه في  خرائط الإياب  
وفية هذه الأحزان يا أمي 
تلازمني بيادرها الخضراء
 تقلع صوح الغفو
عن طريقي
وتدرأ عني رياح النسيان