مآسي وأحزان لا يمكن المرور منها دون إيصالها للناس  ويصعب عدم الالتفات إلى  انين واوجاع طفلين التقيت بهم في منزل جارتي بمدينة الخضراء التابعة لمحافظة لحج .

فيما سبق  كتبت العديد  من القصص الخبرية التي  تتعلق بما تعرضت إليه بعض   الاسر ممن  تسببت لهم الحرب بفقدان من كان يعولهم وتحولت حياتهم من حياة مستقرة نسبيا إلى حياة مليئة بالحزن والفقر والتشرد .

في المدنية الخضراء وبالصدفة شاهدت اما يظهر على ملامحها التعب والإعياء فهي تعاني مرارة وحزن كبير لا يمكن تحملها.

  لا يقدر عليه  بشر ليس الفقر وحده ما يشكون منه بل هناك ما هو أكثر ألما حينما تشعر اما  بالعجز وفقدان الامل بس ماعدت فلذات اكبادها وهي تشاهد أطفالها البالغين من العمر 12 عام يتألمون ولا تقوى على مساعدتهم والتخفيف من آلامهم نتيجة الفقر .


امرأة يمنية من محافظة لحج من منطقة الفيوش التقيت بها في منزل أختها المجاور لمنزلي وجدت لدى هذه المرأة طفلان بنت وولد لم استطع منع  نفسي من البكاء حينما نظرت لهم وهم جميلين الوجه تكسوهم ملامح الابتسامة مدارين خلفها اوجاع وحزن  إخفاؤه .

 ولكن للأسف ملقين على الأرض لا يقوى على الحركة كان منظرهم موجع وهم ينظرون لي ويبتسمون لكنهم غير قادرين على مخاطبتي أو حتى الجلوس معنا كما  يجلسون الاطفالي ينظر الاخ المشلول لا اخته المشلولة ايضا ومشاهدهم يكاد يبكي جدران المنزل .

 سألت والدتهم  مالذي حدث لهم ولماذا هم معاقين وغير قادرين على الحركة لماذا لا يتم معالجتهم.

نظرت الي ودموعها تسبق لسانها وقالت بصوت باكي ليس لدينا القدرة على شراء مقعد متحرك ليقيهم حرارة الأرض ويعفيني من حملهم المرهق فكيف بتحمل نفقة علاجهم .

وقع كلامها على مسامعي فاذهلني وسالت نفسي هل بالفعل غابت عن مجتمعنا الإحساس بالمسؤولية هل غاب فاعلي الخير لماذا نزعت الرحمة من قلوب الناس كيف لهم تحمل معاناة والم هذه الاسرة الفقيرة رغم تسابق من يسمون أنفسهم برجال الخير لبناء مساجد وانشاء جمعيات خيرية ليس هؤلاء بحاجة إلى الالتفات اليهم وإنقاذ حياتهم من مصيبتهم الذي يعيشون الامها دون منقذا .



لتزيد امهم احزاني وهي تقول لي ان والدهم أصيب في حادث وقع له بالمملكة العربية السعودية جعله غير قادر على العمل وهو ما جعل وضعنا يزداد صعوبة ما افقدني الامل بعلاجه فوالدهم  غير قادرا على توفير قيمة العلاج لنفسه فكيف بأولاده .

كان قبل إصابته يحول لي مبالغ مالية من السعودية وكنت أقوم بمعالجتهم  رغم أن النقود بالكاد تغطي تكاليف علاجهم وقد اخبرنا الطبيب انهم يحتاجون لجلسات علاج  طبيعي لفترة طويلة لكي يتمكنوا من السير على أقدامهم.


ولكن بعد اصابة والدهم لم نعد قادرين على توفير مصاريف المنزل

 واكملت قولها حاولنا البحث عن من يساعدنا لكن دون جدوى كنت امل اجد من يساعدنا حتى ولو بتوفير كراسي متحرك  لكي يخفف من معناتهم حيث انهم تعبو من القاهم على الارض كما تعبت انا ايضا  من حملهم ونقلهم  من غرفه الى غرفه  اقوم بتغير ملابسهم كذاك احاول قدر الامكان ان لا ادعهم يظلون ملقين على ظهورهم طيلة الوقت.

لكي لا يتعرضوا لأي إصابات جانبية خاصه ان الجو حار .

 تنهدت بحرقة  واستمرت بالحديث وهي تجفف دموعها  لتسألني هل بمقدورك مساعدتنا أو نقل معاناتنا لمن يمكنه مساعدة اطفالي  اي حد ممن  يستطيع تقديم  منحة علاجية أو حتى على الاقل صرف كراسي متحرك يحملهم من الأرض 

فانتي كما سمعت صحفية .

شعرت بمسؤولية كبيرة وقررت ان اعمل ما بوسعي ولم يكن أمامي غير الاتصال بمدير مؤسسة الشوكاني الدكتور محمد اليافعي ولكنه أخبرني بعدم قدرة المؤسسة تحمل نفقة علاجهم وان المؤسسة بإمكانها صرف العلاجات اللازمة وأن المؤسسة غير قادرة أيضا على توفير مقاعد متحركة للمعاقين فهي مختصة بتقديم السلال الغذائية فقط .

توجهت إلى نائب وزير الصحة لعلي أجد عنده انقاذ طفلين على وشك مرحلة المراهقة بمنحة علاجية او مساعدتهم ولو بتقديم مقاعد مخصصة للمعاقين .

لم تتأخر إجابته وتعهد ببذل  جهده متعهدا بتوفير مقعد متحرك  على نفقته الخاصة ..

شعرت بفرحة كبيرة وانا اقرا رده على رسالتي اليه بالوتس رغم عدم معرفتي به ولم التقي به فقد أشعرني اهتمامه وتفاعله بالأمل  .

وهي خطوة اتمنى ان تلقى تجاوب من فاعلي الخير لا إنقاذ أسرة مسها الضر