لأشياء أخرى، كان يمرق من الذاكرة، حلمها فيه..يتماهى مع سويعات القلق،ويهمي شغبا يكنس الروح، ويستظل تحت شجيرات اليأس العالقة أغصانها في القلب.
  بدأ الليل يلف بغلالته الاشياء، ويعتلي همسها ظنون الانتظار، والهدية التي صممتها اليوم، ترتجف في يدها، وخاتم الخطوبة تنزعه وتلقيه من اصبعها، على نحو متكرر، وطيفه لم يبد لها في الأفق بعد.
تشاغلت بابتياع الاسكريم، جلست في ركن منزو، تقلب ساعتها الكورية، وتعيد احكام الشورت على جسمها الضئيل.
 وبدأ حي هائل سعيد موحشا، تستوطنه القطط، وقد اقفرت الشوارع، واحست بالخوف، وفي المنعطفات ينتظرها اكتر من رعب، لكنها اجتازت الشارع، رمت بهديته بعيدا، رمت بكل أشواقها بعيدا، ودخلت أزقة الخوف، تبعتها القطط، تتلصص على خطواتها، وتحيط بها من كل مكان، تسفر عن اندفاع طارىء نحو السيطرة والقوة ،على انفعالاتها، لكن مواء القطط يسد عليها الأفق، فتجري.. تجري، تلهث، ولا تصل.
 وبقوة حررت رجلها من ملاءة السرير، لتفوق على حلم مزعج في ليلة ملأى بالكوابيس،وخداعه.