مُذْ وعىٰ سِّرَ وجودهِ في عُمْقِ الحياة، وهومافَتِئ
يَستمطرُ الغَيْبَ رغبتَهُ في:
أنْ تُحرِقَ ذاكِرتُهُ خزائنَها، وتُبددَ هزائمَها، وتنفضَ الغُبارَ عن خرائبها، 
وأنْ تُغادرَ أحزانها، وتُعيدَ تأثيثَ ذاتها، وتْجدِدَّ خلاياها، 
وتُؤنِثَ مفرداتها بعقلٍ وحنانٍ أنثوي طاغٍ، يُعيدهُ إلى ذاكِرةٍ بِكْر لم تلوثْها بعدُ ذكرياتٌ أليمة، أوأحزانٌ مُقيمة! كان يدعو اللهَ صباحاً،مساء أن يجعل لصباحاتِهِ ابتهالاتها ،الحبيبة، وابتهاجاتها الجميلة
كان يُريدُ للياليهِ نجومَها البُدْر وكواكبهاالبِكْر، يُريدُ
ُ حياةً غير هذه التي تَعيشُهُ ولايَعيشُها!! 
كم من العمر مضىٰ،وكم بقىٰ، لكنَّهُ لنْ يكُفَّ عن الدعاء، 
لأنّهُ لم يزلْ على قَيْدِ الأمل، ولم تَزلْ ذاكِرتُهُ تَوّاقةً إلىٰ اِستبدالِ مَرارتَها!!.