كلما ضاقت بنا الدوائر أكثر 
ذهبنا إليه ننقب في مناجم الأيام عن لحظات الحب في  أغانيه ، نبعثه من مرقده ... ولا سبيل !
محمد سعد عبدالله فنان القضية الملتزم ، العاشق ، الشاعر
تمنيت حين الكتابة عنه، أنا القادمة من زمن الأغاني وثقافة البحر ، أن أحقن كلماتي وهج شمس عدن ، لكن دوائر داكنة تحيط بي ،
تباغثني فجيعة الرماد
وغنائم الإياب المنكسر 
فيزحف ظلّي إلى الخلف 
أبحث عن أمسيات مترعة بعذوبة الأحلام
عن ليل كنا ننامه ملء الجفون 
عن طرقات مدينتي الفواحة بضوع الفل والكاذي
أبحث عن وطن أضاعت ملامحه كتل خرسانية أفقدتنا هويتنا ، وأسلمتنا لثقافة غريبة لا تشبهننا .
أبحث عن كل شئ مفقود فأجده مسطورا في أغاني هذا العملاق الراحل
لعل آخر ما أحسّه فينا هي تلك الهزيمة التي أصبحنا نرتطم بها أينما اتجهنا
و القهر ينخر في مفاصلنا
من بكاء الشيوخ وهلع الأطفال .
.أنين المكسور وآهة المأسور
من كل هذا جمعه بن سعد خيوطا نسجها في جدارية الإبداع
جسّدها بكلماته المنحوتة من حناياه ، وهو ذلك الفنان الذي عاش حياته القصيرة زمنا مسكونا بهموم وطنه وشعبه ، لم يتغن يوما إلا للحب والعشق والوطن ، ولم تتهاو كلماته ليمدح حزبا أو فردا مهما علا شأنه وذاع صيته
سيبقى بن سعد فنانا وإنسانا تسكن في آهاته وكلماته قلوب محبيه
ما ريد راتب ولا مسكن وسيارة 
أريد الشعب ذا ينعم ويشعر بالأمان
الأمن مطلب أساسي شعبنا أختاره 
نباه اليوم يتحقق ويظهر للعيان
ما با جنابي ورشاشات في الحارة 
كفا خلوا البلد ترتاح وأعطونا الضمان
الأرض قدها مزرزر الف زرزارة
ونصف الشعب ذي فيها بلغ حد الجنان
وأبن البلد ضاق من سحبه وجرجاره
ان كلمه علان يتصانج فلان
أقضوا على الرعب وأمحوا كل آثاره
وحولوا الخوف الى لمسة حنان
العقل مشغول أما النفس محتارة 
من بعض اشياء على الساحة تبان
وأعمال من ناس مدسوسة و غدارة
يريدوا الشعب ذا يرجع لذله والهوان
القوت خبوه وقاموا يرفعوا أسعاره 
المال هم والشعب ذا دايم ضمان
يوزعوا القوت للكادح بقطارة
شباعا كل واحد بالذهب جيبه ملان
خلوا المواطن مشتت فاقد أفكاره