كانتْ آخر رسائله إلىَّ يوم السابع من إبريل الحالي يبلغني فيها اشتداد معاناته مع فيروس (كورنا اللعين) 
كتبَ لي صديقي الفقيد الفنان الجميل مانصه:
(بابا كورنا، لايقدر يتكلم، وضعه صعب) 
##طامنتُ من مخاوفه، ودعوت له بعاجل الشفاء، وأنتابني حزن عميق، وثار في أعماقي سؤال الفقد المتسارع لخِيرة الأصدقاء، وأكثرهم طِيبةً،وخُلقاً ،وأعزهم إلىٰ القلب، ورجوتُ الله ألاَّ يَلحقَ (جعفر) بهم، بقلقٍ مقيم أخذتُ في متابعة وضعهِ الصحي من بعض أصدقائنا المشتركين، في عدن، والعراق، لكن كل الأخبار لم تكن مطمئنة، فترتعد فرائصي،وتَكتئبُ مشاعري، وأحاول التعلق ببصيص الأمل!! 
بالأمس (التاسع عشر من الحالي) تحل بي كما بجميع محبيه، فاجعةُ رحيله الأبدي، فينهمر الدمع مِدراراً حدَّ أنفطار القلب،  وتشظي الفؤاد، والرغبة في اللحاق به، وبكل الذين فجعني رحليهم المفاجئ، في زمن الرحيل الغشوم، والموت الذي يختار بعناية الطيبيين مِنْمَنْ نُحِبّ!! لم يكن الراحل الفنان، الأنسان:
(جعفر حسن) بالصديق العادي، ,أوالعابر، كان عِشْرةَ عمر جميل، ورفيق درب طويل، ورجلاً نبيل، وفناناً أصيلاًملتزماً منحازاً إلى خير مافي الإنسان وللأنسان الحقيقي من حب،  ووفاء، وانتماء
جاءنا(جعفرحسن) بداية الثمانينات من القرن الماضي، جاء إلى(عدن) التي كانت على مر الزمن الحاضنة الدافئة لكل الخيريين من كل الأصقاع، وكان لي بحكم عملي في الإذاعة والتلفزيون،، وليس لامتياز آخر، ولامن قَبيلِ تلميع الذات شرفُ تقديمه في أول ظهورعلني له في (عدن) عبر الإذاعة والتلفزيون!! 
كان اللقاء تعريفياً، وترحيبياً،وكان أهم ماقاله (جعفر) في اللقائين الإذاعي والتلفزيوني) انه جاء إلى(عدن) فاراً من نظام (بغداد) الذي كان يلاحقه بتهمة ميوله اليسارية!!، فكان-كما قال-:قَطَعَ المسافة من بغداد إلى الكويت سيراً على الأقدم!! 
##منذ ذلك التاريخ، وحتى قُبيل رحيلة، كانت علاقتنا الشخصية قائمة بذات المستوى من الحب والوفاء، والإيثار المتبادل!! 
##في الأشهر الأخيرة يبلغني خبراً مشؤوماً
قال لي في رسالة بهذا المعنى : إن الاستديو الذي يعتمد عليه في حياته الجديدة بعد عودته إلى(كردستان)قدإلتهمه النيران، وهوكل ما خرج به من حطام الدنيا الفانية،  واسيتهُ،ودعوتُ الله له بخير العوض، 
ومع ذلك، ولأنه فنان أصيل،  وليس لحياته معنى بدون الغناء، وليس له من عوض بديل، أبلغني رغبته في اختيار واحدة أعجبتهُ من محاولاتي الغنائية المتواضعة، فلم اعترضْ لمكانته الخاصة عندي، وهو يعرف منذ زمن بعيد أنني زاهد في تقديم نفسي ككاتب أغانٍ محترف!! 
##في الشهر الماضي كنا معاً قد وضعنا اللمسات الأخيرة على أغنية(ليش باالله تعتذر) 
لكن الحياة اِعتذرت له، أوأنه هو مَنْ إعتذر لها
أوكما قلتُ له ذات مرة :(أذا فقدتِ الحياةُ مباهجَها علينا أن نعتذر لها، ونودعها راحلين) 
##لقد رحلتَ أيها الغالي العزيز!!
##رحَلَ عمي (أبوالجاكوج) ،(عمال نطلع الصبح)، و(للمرأة عنتوتها)!!
 (رحلَ (الفل والكادي)، رحَلَ ، الغالي، بل مواطني اليمني الذي مُنِحَ الجنسية اليمنية، وهو أمر لايعرفه عنه الاّ المقربون!!
رحلتَ يامَنَ كَتَبَ برحيلهِ حضوراً عصياً بل مستحيلاً على النسيان!! 
دمتَ حياً في قلوب كل المحبين، وأرجوكَ (ياموت) كفانا نحيب!!