لا يشكك احد ابدا ولا يختلف معي بأن امراض الحميات الخطيرة على اختلاف أنواعها تتفشى هذه الأيام بكثافة في عدن ولا تقل خطورة عن وباء كورونا وقد باتت تنتشر بشكل مخيف وغير مسبوق ولا تفرق بين صغير او كبير رجلا كان أم إمرأة ولا غني ولا فقير فهي أوبئة صماء سريعة الإنتقال بين الناس وقد أصبحت تشكل قلقا رهيبا ومخيفا لدى الجميع يضاف إلى الخوف من وباء كورونا الرهيب.

ولست بصدد اخافة الناس من تلك الحميات لكنني كمواطن أرى كل يوم مئات المصابين بعضهم بحال يرثى له فيما هناك ارتفاع لإعداد الضحايا من الموتى بشكل بات ينذر بكارثة صحية تستدعي التنبه والحذر واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من خطورة تلك الحميات الفيروسية الفتاكة كحمى الضنك والملاريا والتيفود وما يسمى لدى الناس بالمكرفس وكلها حميات بالغة الخطورة ولا ينبغي التعامل معها بتهاون.

الغريب في الأمر أنه مع ارتفاع أعداد المصابين والموتى بتلك الحميات التي ما زال تهديدها قائم لحياة وسلامة الناس فإن هناك صمت عجيب وغريب لدى السلطات الرسمية المعنية بصحة وسلامة المواطنين إذ لم تحرك ساكنا باتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من خطر تلك الأمراض القاتلة حيث لم تقم بعمل التطعيم ولا توفر الفحوصات الطبية والمستلزمات العلاجية للناس الذين يتجهون للعيادات والمستشفيات الخاصة لتلقي العلاج وتكلفهم مبالغ مالية كبيرة جدا .. الكثير من المصابين بتلك الحميات لا يجد ثمن الفحوصات أو العلاجات ولا يجد المواطن جهة رسمية توفر له الرعاية الصحية اللازمة ويبدو أنها تخلت عن واجباتها نحو مواطنيها وتركتهم فريسة سهلة لاوبئة جد خطيرة وذلك ما يؤسف له في هذه المرحلة العصيبة التي يعيش فيها المواطنون أوضاعا إنسانية كارثية ومأساوية وتعيش فيها عدن زمن الحميات القاتلة.

 لقد مررت ظهر أول يوم للعيد أمام إحدى الصيدليات في مدينة التواهي -وهي الوحيدة المفتوحة- طوابير من الناس يقفون أمام بابها وكان المنظر غريبا لي ولما دخلتها وجدت مواطنين مرضى مصابين بالحميات يشترون أدوية مختلفة وكثيرة فيما يركب للبعض كانيولا بيده لتلقي المضادات وكان منظرا حزينا واليما في آن لناس وضعتهم الحميات في ظروف صحية صعبة وخطيرة بينما كانت العيادات والمجمعات الصحية مغلقة أبوابها وكأن تلك الأوبئة من الحميات لا تعنيها بشيء لا سيما وأن الناس في ظل تفشي تلك الحميات بكثافة تحتاج إلى من يكشف عنها ويفحصها ويسجل لها العلاج بدلا من أخذ علاجات صحية بدون وصفات طبية وتلك هي الكارثة بكل أسف.

الشيء الذي يجب قوله بإصرار أن هناك تجاهل تام للإجراءات الاحترازية وعدم أخذ الحيطة اللازمة لتجنب انتقال العدوى لاسيما وأن كثيراً من الناس لا يستخدم الكمامة ويختلطون مع بعضهم وبالتالي تنتقل معها العدوى بل وتتفشى الأمراض بسرعة وهذا ما هو حاصل اليوم بأن أعداد المصابين والموتى بتلك الحميات الفتاكة مرتفع جدا في ظل صمت السلطات الرسمية المعنية بتلك الكارثة الصحية التي تهدد حياة وسلامة المواطنين بشكل بات مخيفا ومقلقا .. ترى متى يتبع المواطن الإجراءات الاحترازية الواجبة ومتى تفيق الجهات المسؤولة للقيام بواجباتها نحو مواطنيها وقد آن الأوان بأن تعلن أن عدن صارت مدينة منكوبة بالاوبئة والأمراض الفتاكة وتعاني من وضع بيئي مزري؟!.