جهزت المعلمة شميم وسائل درس اليوم، وقد اتيت مبكرا لاستمتع بخطواتها وهي تمسح السبورة، وتقوم بتلك الالتفاتات الجميلة التي تعجبني، قبل أن يصل عمر فتدنو منه.
كانت صالة شقة شميم هي الفصل بعينه، وكان عمر يسكن مع اسرته في الشقة العلوية، ينزل في الصباح، ليتلقى الدرس معنا، وكانت انتصار اصغرنا، تجلس في الصف الأول، سمراء تتكلم مع امها صافيناز بالهندية ..
اخيرا اكتمل العدد، وكنت اجلس قبالة شميم تماما، اتابعها وهي تشرح الدرس، الذي سيعطى لنا في المدرسة في العام القادم.
 تقوم شميم بدور المعلمة، وتحاول أن ترتدي زيا يشبه زي المعلمات، فتبدو أنيقة، وتنفتح امامي كوى الجمال، فأطل منها عليها.
وتمثل انتصار شقيقة شميم البنت المشاغبة في الفصل، وكثيرا  ما تجعل شميم تخرج عن طورها، بيد اني استمتع بهذه المشادات بينهما ،وانا أرى عن قرب تضرج وجنتيها ،وكيف يعلو صدرها الصفير ويهبط فاتنفس الجمال منذ صباي.
في ذلك اليوم كان الدرس مختلفا، وقفت شميم وقالت كلمات قليلة عن التضحية، وكانت تلتفت إلى عمر بين الفينة والاخرى، وقالت شميم :أن أعظم تضحية هي تضحية الحب. وراحت تقرأ الدرس من كتاب المطالعة وانا ارحل في عينيها، ملتمسا طريقي الى دروب الحب لاول مرة.