عين سالم باجميل رئيسا لتحرير صحيفة 14 اكتوبر، رئيسا لمجلس الإدارة، مديرا عاما للمؤسسة التي تحمل نفس الإسم 
خلفا لسالم زين محمد ، فكان التعيين الثالث في هذا المنصب المهم المسؤول عن توجيه الرأي العام مع بقية الإعلام الذي اصبح ملكاللدولة اومنظمات تابعة لها ..
  الشاعران مسرور مبروك ، وحمود نعمان وكلاهما ينتميان إلى لحج التي منها سالم زين اول من رحب بتعيين سالم باجميل في قصيدة. بعنوان : ( سالم الأول سلم سالم الثاني ) ويعرف القارىء الآن من المقصود بسالم الأول ومن الثاني . وعلى مااذكر فان الشاعرين كانا يأملان ان يكون عهد سالم باجميل خيرا من سلفه سالم زين ! واظن انهما تلقيا يومها مكأفاة مجزية على قصيدتهما تلك من المدير الجديد ! 
   يذكر سالم زين محمد فيمارواه الكاتب والصحافي فضل النقيب على لسانه ان الشاعر حمود نعمان هجاه في ديوان كامل من شعره لكنه ليس عاتبا عليه ! 
"والسبب ؟_ والكلام لسالم زين _ ان حمود نعمان يعتقد انني قابض على السلطة بينما أنا مطارد منها ومطرود وغير آمن على نفسي فكيف آمن لأصحابي ! لكنني لم أغضب منه في اي يوم " 
  كان سالم باجميل ، عضو لجنة مركزية في التنظيم الحاكم ( ج . ق ) من محافظة ابين وعلى مقربة برئيس مجلس الرئاسة سالم ربيع علي وسكرتيره الإعلإمي .. وكان احد الذين شاركوه حركة 14 مايو  ضد رئيس الجمهورية قحطان الشعبي ومحل ثقته . 
   "سالمين " وهذه شهرته بعد ان شعر بالخذلان من هروب سالم زين ، عين في المنصب من يضمن انه لن يهرب ! ولن يخيب امله فيه ، فحتى عندما كان متاحا له ان يهرب ، وكان في بيروت ، وقد عرف بإعدام صاحبه الرئيس سالمين لم يحاول سالم باجميل الهروب بل عاد إلى عدن ، حيث اعتقله امن الدولة من المطار ليواجه مصيره خمس سنوات في سجن الفتح ! أشاع امن الدولة انهم اعادوه في تابوت بعد ان خدروه لكن الرجل ركب الطائرة بقناعته ونزل السلم على قدميه ، كما اخبرني صديقي محمد عبد الله مخشف قبل وفاته . وتلك شجاعة تحسب له لاعليه ، وقد دفع ثمنها غاليا ...

                           .(2)
 
   استمر عهد سالم ربيع علي نحو تسع سنوات ( 1969_ 1978 )  وهو اطول  الرؤساء الجنوبيين عهدا . جاء سالمين إلى السلطة عبر صراع خاضه ضد رئيس الجمهورية قحطان الشعبي وفريقه في السلطة الذين اتهموهم بالفرديةواليمينية . وخرج منها ايضاعبرصراع خاضه ضده نفس رفاقه متهما باليسارية الإنتهازية ! فذاق من نفس الكأس وتجرع مرارتها. وإن كان قد ارفق بسلفه قحطان وارسله إلىالإقامة الجبرية فان رفاقه لم يكونوا رحيمين به فارسلوه إلى الإعدام رميا بالرصاص بدون محاكمة ولاقبر معروف !
  قبل ذلك كان سالم ربيع قائداللفدائيين في عدن في فترة من الكفاح المسلح ، واحد قيادات الجبهة القومية في الداخل ، حيث اكتسب اسمه الحركي " سالمين " الذي اشتهر به . وبعد الاستقلال في 30 نوفمبر كان من ابرز الذين قادوا معارضة حكم الرئيس الأول للجمهورية قحطان الشعبي ، وعلى رأس جماعة الجبل الذين قادوا حركة 14 مايو 68 المسلحة التي هزمت عسكريا ،علي يد القوات الحكومية لكنها بعد عودتهم إلى الداخل استطاعت نسج تحالفات اوسع مكنتهامن إسقاط حكم قحطان الذي لم يعمر اكثر من سنة وسبعة اشهر ، تميزت بالقلاقل في الداخل وبالاعتداءات من الخارج ، وهي اعتداءت لم تقتصر على فترة حكم قحطان الشعبي بل استمرت طوال عمر تجربة اليمن الجنوبي .
*****
  في احد مطاعم "لايبزيج" في المانيا الديمقراطية قدم نفسه على انه سائق شاحنة وبعدالتعارف ، (فوجئ )محدثه بغزارة معلوماته عن عدن والجنوب ، الإستقلال عن بريطانيا والخطوة التصحيحية ، والوضعين الاقتصادي والسياسي .
   وختم حديثه بالقول : 
 - انتم وبلدكم محاطون بالأعداء من كل الإتجاهات !! 
  ....لست متأكدا حتى الآن إن كان سائق شاحنة فعلا او اي شيء آخر، لكن ماقاله عن إحاطة الاعداء ياليمن الديمقراطية صحيح تماما .
                            ( 3 )
  
 كان لليسار الذي يمثله سالمين مع عبد الفتاح اسماعيل وآخرين - إن قبلنا بهذه التسمية - والذي وصل إلى سدة الحكم في 22 يونيو1969، حلم طموح ، لبناء عالم جديد ، يجد فيه الناس مكانا لتحقيق احلامهم في الحرية والعدالة الإجتماعية والعيش الكريم ، مع ان مقومات تحقيق مثل هذاالطموح لم تكن متوفرة ، يمكن القول ان الواقع كان اكبر من الحلم وعنيدا بمالا يقاس ! 
 ومع هذا حظيوا بتأييد غالبية الشعب الطيب الذي استهوته الفكرة المثالية المتمثلة في القضاء على الفقر وتحقيق العدالة للجميع .
.. ومن يستطيع ان يرفض مثل هذه الفكرة المثالية ؟!
   بعض من عارضوها هربوا واختاروا الرحيل عن الوطن ..  
  وبعض الذين اعترضوا على طريقة تحقيق الحلم لقيوا مصيرهم . وكان من بينهم من كان من عشاق الحلم والدعوة للفكرة المثالية لكنهم عندما لم يجدوها (في التطبيق ) تشبه الفكرة التي تصوروها، اعترضوا على الطريقةلاعلى الفكرة .

                              ( 4)
 
  وعلى طريق تحقيق الحلم ، وربما على طريق تجارب بلدان اخرى سبقت اليمن الجنوبية ثم الديمقراطية بتطبيق النهج نفسه ، قضت الدولة في 27نوفمبر 69 بتاميم مااطلقت عليه المرتفعات الإقتصادية : البنوك والمصارف وفروع البنوك الاجنبيةوالشركات التجارية الكبرى وشركات التأمين وخدمات  الموانيءوالملاحة والنقل البحري وشركات توزيع البترول، (عدا عمليات توزيع وقود البواخر والطائرات ودهونهما) العاملة في اليمن الجنوبية حينهاوحولت ملكيتها إلى الدولة..
 واختارت من وجدت انهم افضل الكوادر وعينتهم مدراء عموم على راس الشركات والمؤسسات التي أنشأتها بموجب القانون 
كان عليهم ان يخوضوا التجربة ويتعلموا ويثبتوا جدارتهم ، مستندين إلي نظام إداري ومالي انشأته بريطانيا خلال إحتلالها لعدن والجنوب ، يعد من افضل الأنظمة المالية والإدارية ، حافظت عليه حكومات مابعد الاستقلال فكان الجدار الذي استندوا عليه ، والذي حمى الدولة وجعلها تصمد في وجه كثير من التحديات الاقتصادية والمالية ، وحماها من الإنهيار في المنعطفات الصعبة .
                              (5 )

   حتى ذلك الوقت ، لم اكن قد التحقت بالعمل الصحفي .
 اليوم الذي صدرت فيه قرارات التأميم ، وصلت كريتر ، قادما من الشيخ عثمان كعادتي ، وتحديدا من مقر سكني في معسكر عبد القوي ، حيث يدير ابي كانتينا تابعا للجيش ،مستقلا باص شركة سالم علي عبده ، شركةالباصات العدنية التي أنشأها سنة 1961دون ان اعلم ، ولامالكه، ولاالركاب ان الشركة ستؤول ملكيتها قريبا للدولة لكن بموجب قانون آخر ...
  هبطت في محطة النزول عند مجمع البنوك في شارع الملكة اروى اوشارع الملك سليمان كما تعودت . لعل ماشد إنتباهي ، منظر جنود مسلحين  يحيطون بكافة المصارف في الشارع ، فتوجست ان شيئا ما حدث ، اوعلى وشك الحدوث ..
 كانت الشوارع والطرقات التي امشي فيها في السيلة و الزعفران وسوق الذهب في طريقي إلى دكان ابن عمتي في حافة القاضي شبه خالية من المارة دون ان يفرض حظر للتجوال . 
عندما وصلت الدكان كان الخبر قد اذيع ، فعرفت بالحدث الذي حول اليمن الجنوبية من اقتصاد السوق إلى الإقتصادالمخطط ، الذي تكون الدولة فيه مالكة كل شيء تقريبا ، ومعه بدأت متاعب المواطن  والنظام ! 
  ..كانت تلك سنوات سيطرة الدولةعلى "المرتفعات الاقتصادية " ونشوء القطاع العام وتقليص دور  القطاع الخاص ..
علي عنتر ، كان يجد صعوبة في فهم مثل هذه المصطلحات التي كان ينظر لها عبد الله الخامري في التلفزيون بوصفه وزيرا للإعلام ،وإن لم يكن ضد المبدأ نفسه .كان رجلابسيطا.... شخصيةفريدة جمعت بين عدة اشياء الشجاعة والإقدام والبساطة والحزم وفيه شيء من براءة الأطفال ..لم يكن يخفي رأيه او يغلفه بشيء من الدبلوماسية كما تقتضي بذلك الكياسة والأعراف .لم يكن من النوع الذي يضيع الوقت في المجاملات ، إلى درجة انه لم يتحرج ان يقول لبعض الشباب الذين تحلقوا حوله في سطح القصر السلطاني السابق في المكلا عام1971 ان الخامري يحدثنا دائما عن المرتفعات الإقتصادية والبيوتات المالية كلامه كله كبير...!  بحيث يصعب على امثاله فهمه .كان الوفد جاء إلى المكلا لتسوية بعض القضايا التنظيمية العالقة التي برزت في حضرموت ، وكان علي عنتر عضوا هو وعبد الله الخامري في الوفدالذي يترأسه علي سالم البيض . 
  المرة الوحيدة التي التقيت فيها علي عنتر ، كان عندما دخل علينا فجأةفي مكتب احمد عبد الرحمن السكرتير الإعلامي لرئيس الوزراء علي ناصر محمد في سكرتارية المجلس بالتواهي .
  قدمني له احمد عبد الرحمن :  
_ محمد بحاح ..مدير تحرير 14 اكتوبر . نهضت وسلمت عليه . لم اكن بحاجة الى ان يعرفني من هو ، فقد كان علي عنتر اشهر من نار على علم ، وكان اسمه حاضرا في كل المواقف والمنعطفات الصعبة في الثورة وتجربة اليمن الجنوبية .
  وبدون ان يجلس ، وكأنه يعرفني منذ مدة طويلة ، وبدون مقدمات قال لي : 
 _ شوف يابن البحاح .. اكتب في الجريدة انني لايمكن ان احمل بلادي ديون تدفعها الأجيال القادمة .. شوف انا جبت سامان ! من المجر ببلاش دون ان تدفع الدولة فلس واحد .. ومستعد اجيب سامان من اي مكان لكن ببلاش ...
 قاطعه احمد عبد الرحمن ، ويبدو انه كان متعودا عليه : 
  _ مش كذه ياعم علي ... مش وقته هذا الكلام .. 
وبالفعل لم تكن هناك مقدمات للخوض في موضوع حساس كهذا يتعلق بتوريدات السلاح ، فلم تكن اليمن الديمقراطيةتصرح عن استيرادها للأسلحة مما كان يعد من الأسرار . وفي الغالب كان استيراد حاجة جيشها في معظمه من الاتحاد السوفيتي ، امابالمجان او بديون تشطب في الأخير .
  وبكل بساطة امتثل علي عنتر رغم منصبه الكبير نائبا لوزير الدفاع قائدا للجيش ، وغادر المكتب وهو يضحك . رجل غيره وفي منصبه كان سيتصرف بطريقة اخرى ..
  
                          ( 6)
  
  وكما كانت سنوات السبعينيات سنوات نشوء القطاع العام ، كانت سنوات حافلة بانتفاضات الفلاحين والصيادين ، وإنشاء مزارع الدولة والتعاونيات الزراعية والسمكية ، يقابله النقص في الإنتاج وقلة المعروض والاختناقات التموينية ..
..سنوات إجتياح المدينة بمسيرات قادمة من الريف على غرار الثورة الثقافية الكبرى في الصين ومعاداة المثقفين .
 ..سنوات تمكين المرأة وقانون الأسرة.. ومنح المرأة حقوقا واسعة ، ومنع تعدد الزوجات إلافي حالات المرض المستعصي والعقم ،وجعل الشقة من حق الزوجة .
  .. سنوات الرقابة الشعبية ، والميليشيا ، وإنشاء المنظمات الجماهيرية : اتحادات الفلاحين ، والشباب ، والنساء ،والطلائع ، والطلاب ، والجمعيات المهنية : الاطباء والمهندسين والحقوقيين ، والصحفيين ، والفنانين .
 .. سنوات قانون صيانة الوطن و منع المواطنين التكلم مع الأجانب . 
قانونيا، لم تعد من صلاحية للقانون بعد صدور قانون العقوبات والاجراءات الجنائية عام 1976م لكنه اساء لسمعة البلد على مستوى الخارج وفي الداخل ايضا إلى درجة ان الذكرى السيئة لذلك القانون لم تمح من الذاكرة إذ شكل بصمة سوداء في تاريخ اليمن الديمقراطية ! وتحت طائلة ذلك القانون استدعيت الى امن الدولة لمجرد اني كنت اجالس مراسل صحيفة 14 اكتوبر في موسكو التي انا مدير تحريرها ....!  كان القانون يعاقب كل مايمكن ان يمس بأمن الدولة ..ولكن لااحد يعرف ماهو الذي يمس بامنها ومالايمس..
  
..وتاريخ السبيعنات يشير إلى سنوات الحوار بين فصائل العمل الوطني الذي ادى في الأخير لقيام تنظيم سياسي موحد بين احزاب اليسار في اطول حوار في اصغر دولة شكا رئيس الدولة نفسه عندما ظهر في التلفزيون ، من طوله الذي لم يخلو من مناقشةقضايا تموينية ، منها إنعدام البصل والثوم في السوق ! 

                           ( 7)
 
  لكن ايضا كانت سنوات إنتشار التعليم والتطبيب المجانيين على مستوى المدينة والريف ومدارس ابناء البدو الرحل والنجمة الحمراء،وتعليم البنات على نطاق واسع..وإنشاء جامعة عدن وكليات التربية في المحافظات ،وإرسال البعثات التعليمية إلى الخارج ..
 سنوات اختفت فيها البطالة ،واستوعبت فيها المؤسسات والمشاريع التي اقامتها الدولة اعداد الخريجين وحتى غير الخريجين .فكان يشتغل من كل بيت على الاقل ثلاثة افراد إن لم يكونوا اكثر . في بيتنا على سبيل المثال كان ثلاثة منا يعملون وثلاثة يدرسون في مراحل التعليم المختلفة  .
 ..سنوات بناء القوة وإنشاء جيش على مستوي عال من التأهيل في كافة الاسلحة والوحدات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي قادراعلى حماية حدود الجمهورية والدود عن حياض الوطن ..  .
  كان ذلك عقد السبعينات بكل ماله وماعليه .

                           ( 8)

  اتيحت لي رؤية الرئيس سالم ربيع علي مرات قليلة . 
 * المرة الأولى كانت في مسجد الهاشمي بالشيخ عثمان ، حيث كان يؤدي صلاة الجمعة اول عهده .وكان ابي حريصا على اداء صلاة الجمع لسنوات في نفس المسجد ويصحبني معه منذ كنت صغيرا ولم يتخلف عن ذلك إلا لسفر اومرض . وكان عديد المصلين يأتون من احياء عدن البعيدة لصلاة الجمعة في الهاشمي خصيصا للاستماع إلى خطيبه الشيخ عبد الله حاتم وهو يدعو ان ينصر الله جمال عبد الناصر ، وكان الناس في عدن يحبونه بشدة ويدعون له خلف الإمام بالنصر ..كما كان يستهويهم دعاء الشيخ حاتم باعلى واقوى صوته : اللهم اهلك كل حاكم يظلم شعبه .. اللهم أقصف رقبته ، وأرح شعبه منه! 
    وكان المصلون يؤمنون بعده : 
  آمين ... آمين . 
    وكما هو الحال حتى اليوم كان هناك كثيرون من حكام العرب والمسلمين من يستحقون ان يجيب الله دعوات شعوبهم لهم بالهلاك .. !

  

 * المرة الثانية التي رأيت فيها الرئيس ربيع عن كثب ، كان عند تدشينه مشروع مزرعة الفيوش في لحج . كنت بصحبة الفرقة الموسيقية التابعة للحرس  الجمهوري ، وكان مقر سكنها في معسكر عبد القوي بالشيخ عثمان حيث سكني ايضا ، قبل ان تنتقل إلى مساكن الفتح في التواهي قريبا من دار الرئاسة .
   مالفت نظري يومها ، ان الرئيس لم يضع حجر اساس مدون فيه اسمه كما هي العادة عند تدشين مشروع جديد ، لكنه اخذ فأسا وهوى به على شجيرة من تلك التي تنمو في الاراضي البور ، واقتلعها من جذورها بعدة ضربات من ساعديه القويتين ، إيذانا بتدشين مشروع المزرعة .
 كان الرئيس في عز شبابه وعنفوان قوته فايقنت انني امام نوع مختلف من الرؤساء .
  بعد عدة سنوات ، زرت مزرعة الفيوش ، بدعوة من مديرها علي عباد . الأرض التي كانت بورا حينها غدت مزرعة كبيرة تظللها الاشجار وتزرع الخضراوات والفواكه وتربي الابقار والعجول . تناولنا الغذاء انا وزوجتي تحت ظلال الاشجار إذ كنت عريسا جديدا ..وعلمت من علي عباد ان الرئيس سالمين كان دائم الزيارة للمزرعة ، واحيانا كان يلقي قفشاته عندما يلاحظ هزالا في العجول ويقول له :
 اشوفك  الوحيد اللي تسمن يابن عباد ...!!
  *  والمرة الثالثة : كانت عند وفاة الزعبم العربي الخالد جمال عبد الناصر في الثامن والعشرين سبتمبر 1970م ، يومها القى الرئيس ربيع كلمة رثاء مرتجلة في رثاء الزعيم عبد الناصر في الجماهير المكلومة والمصدومة في ميدان الهوكي امام مقر القيادة العامة للتنظيم السياسي الجبهة القومية ( القصر السلطاني السابق ) .. كان الرئيس ربيع يكن حبا عميقا لجمال عبد الناصر ولمصر ويقدر دوره والضباط المصريين في دعم ثورة الرابع عشر من اكتوبر في الجنوب ..وقد تطرق الى كل ذلك في خطابه ، وغادر في اليوم التالي إلى القاهرة للمشاركة في تشييع جثمان جمال عبد الناصر في اكبر جنازة لزعيم لم يشهد لها التاريخ مثيلا ..وطبعا كلهم كانوا هناك ..كل زعماء العالم في حضرة الزعيم الذي كان ملء الدنيا ..وكان يحظى بتقدير خصومه قبل اصدقائه ..