إليك يا عدن
ومن على سفوحك أقام وسكن
أو اعتمر بدار حبك حاجا ناسكا طائفا بين مشعر الطويلة ومقام العيدروس وعتبات الزعفران المكرمة
إليك دمعات الفؤاد تساقط حرى إن هزت قذائفهم جذع الضلوع ، فأشفعها بصلوات القلب الحزين نحو السماء أن تدرأ عنك الحرائق  يا مليكة القلوب عدن .
★سرادق حزن غير مسبوق في الجنة
أتخيل اللحظة ، كبار عناقيد العاشقين الذين نبتوا في كرمة هواك وارتوت أرواحهم من ذياك العبير ورووا، من لطفي أمان ومحمد عبده غانم ومحمد علي لقمان وعبدالله باذيب إلى أحمد شريف الرفاعي وعبدالرحمن فخري وخليل محمد خليل وسعدي يوسف وفريد بركات وأحمد قاسم وبامدهف وعبدالله محيرز ، اتخيلهم وقد أقاموا سرادق حزن وأسى، هرع إليه كل أهل الجنة مصدومين ، ليقف الجميع ساعة حزن غير مسبوق في الجنة . وقفوا يبكون فداحة ما فعل  ضباع الزمن المنفلت بجنة عدن الهوى والبخور والزعفران، والطيب الذي فاح من كل زواياها وعم شذاه الوطن كله .
فكأنهم في التعبير عن شدة الحزن أجمعوا على ما فاضت به  أبيات  الشاعر العراقي الكبير عبدالرزاق عبدالواحد :
مَتى مِن طول ِنَزْفِكَ تَستَريحُ ؟
سَلاماً أيُّها الوَطَنُ الجَريحُ !
تَشابَكَت النِّصالُ عليكَ تَهوي
وأنتَ بكلِّ مُنعَطَفٍ تَصيحُ
وَضَجَّ المَوتُ في أهليكَ حتى
كأنْ أشلاؤهُم وَرَقٌ وَريحُ !
سَلاماً أيُّها الوَطَنُ الجَريحُ
وَيا ذا المُستَباحُ المُستَبيحُ
تَعَثَّرَ أهلُه ُبَعضٌ ببَعض ٍ
ذ َبيحٌ غاصَ في دَمِه ِ ذ َبيحُ !
وأدري..كبرياؤكَ لا تُدانَى
يَطيحُ الخافِقان ِوَلا تَطيحُ
لذا سَتَظلُّ تَنزفُ دونَ جَدوى
ويَشرَبُ نَزفَكَ الزَّمَنُ القبيحُ !
سَلاماً أيُّها الوَطَنُ الجَريحُ !