يقيناً لاينكر احد..أن الانتقال من الوضع الحالي..السياسي .. والاقتصادي والاجتماعي يحتاج إلى مقومات دولة تنبتق من تلك العلاقات الراعية للمصالح  المدنية وترعي للعلاقات القبلية  المترسخة في مجتمعنا..
أن تشكل الدولة المدنية التي ننشدها راعية لأوضاع جديدة  تنهي دور الحزب الواحد..والتيار الملهم والعسكري المتبجح...وان الإدارة المدنية لاتنتج شعارات ( الضروارت تبطل المحرمات) أو باسم الانقاد والتطهير.. أن الدولة المدنية هي من تؤسس  القوانين والدستور وتطبيقه على الجميع...
...
لاينكر احد..اننا بحاجة إلى الإنتقال من هذا الوضع الراهن إلى وضع جديد للجنوب وعدن.. وضع مدني غير معقد..غير مملؤ بالمطبات  والانتكاسات..
...
سيقول البعض بقصد..أو بغير قصد.ان النضال ضد مساوئ ومؤسسات الأوضاع الفاسدة سيجلب عددا من المشاكل..وان أي تغير لتلك الأوضاع الفاسدة ستخلق مشاكل جديدة..وبالتالي فنحن غير. مهيئين للانتقال إلى نظام مدني..وان تغير الأوضاع يجب أن يترك للزمن...
....
انني ادرك تماما أن الانتقال الى الدولة المدنية يتطلب عقدا اجتماعياً.. ويتطلب أيضاً مجتمعا مدنياً مستقلا عن اية سلطة قبلية أو عسكرية أو دينية تسيطر عليه..وان يحكم المجتمع علاقات حقوق الإنسان والمواطنة الحياتية المتساوية والتعددية السلمية..ووجود اسرة ومدرسة ومستشفى ومؤسسات اجتماعية تؤمن بالحياة المدنية وتهي الفرد لممارستها  مستقبلاً...
... انني أتفهم ذلك ونستطيع جميعنا لو قمنا بذلك بالتدرج وبتهئية المجتمع ليكون الانتقال سلسا...
انني ادرك بضرورة التهئية جنب إلى جنب مع الانتقال التدريجي المدني العادل.. منطلقاً من ادراكي أن هناك خصوصيات تاريخية واجتماعية واقتصادية وممارسات حزبية وقبلية وعسكرية تحتاج إلى وقت للاستجابة والخروج من اشكالاتها المتعارضة مع الدولة المدنية المتوازنة....
وادرك أيضا أن عملية التغير لاقامة الدولة المدنية الجنوبية تحتاج إلى وقت وتحتاج إلى فرد مهيأ دهنيا ونفسياً. للايمان بأن الدولة المدنية ضرورة وجودية للمجتمع.وبالتالي سينخرط الناس جميعاً معه في الممارسة المدنية....
كما لايفوتني أن اقول ان الانتهازيين والنفعيين والجهلة بحركة التاريخ سوف يبنون مواقفهم في التضليل ويشككون بعملية التغير المدني وسيقدمون على تنفيد الاضطرابات الأمنية وغير الأمنية متخيلين أنهم سيقفوا امام عجلة التاريخ...
...أن عجلة التغير نحو الدولة المدنية..هو الامل لو طال...!