قرار اقالة محافظ شبوة بن عديو , يراد له ان يكون اخر مسمار في نعش ثورة الربيع اليمني والتحول المنشود لدولة المواطنة , بشقيها الجنوبي والشمالي .
وهو ما يؤكد ان التحالف السعودي الاماراتي , لم يتدخل لإنقاذ التحول المنشود لدولة ضامنة للحريات والمواطنة , كما نصت عليها مخرجات الحوار ,واستقلال تدريجي للجنوب , بل تدخل وبشكل سافر لتمير قلاع فكرة الثورة في الجنوب قبل الشمال , وعودة  النظام السابق , في مخطط لسقوط الثورة والجمهورية والوحدة كأفكار , واغتيال تلك الأفكار من وجدان وتطلعات وأحلام الناس , ليقبلوا بالوصاية واسرة عفاش كوكلاء.
استطاعوا بخبث اللعب على فكرة الانفصال , واشتغلوا على مشكلات تذكر الماضي وتزوير التاريخ , في مجتمع يشهد تحولا مفصليا من نظام شمولي الى انفتاح على الاخر , لإعاقة هذا التحول كان لابد من فصله عن ذاكرته , في محاولة مسح ما يعزز فكرة الثورة والجمهورية والوحدة , وتعزيز ما يراد لهذا المجتمع تذكره , في ما يعزز انفصال الفكر عن الثورة  , وبالتالي الانفصال عن السيادة والإرادة , للقبول بالوصاية , ومع جرعات عقاب قاسي , تمكنوا من تغيير قناعات الناس , بأن الماضي كان افضل , وقدموا الثورة كمثال سيئ .
ساعدهم في ذلك مجتمع في معظمه ينقصهم الوعي , و مثخن بالجراح , لازال يلعق جراحه ,بمشاعر منهكة , لم يستطيع ان يستوعب تحولات الثورة , وتحالفاتها , وبقي يستجر ماضيه , ويبني عليه مواقف معادية .
بقي التصارع السياسي ماثلا , وبقت كل جماعة تحتفظ بصورة تميزها عن الآخرين , مما اثار ازمة هوية , وإحداث شروخ وتصدعات وانقسامات , اوجدت حدود جغرافية , وانعدام الثقة , وخطاب عنصري , تم العمل من خلالها , وتدمير كل تحالفات الثورة , وتوافقاتها على مخرجات كانت تحتوي على الأفضلية .
اشتغلوا على انغلاق الذات بعين الريبة من الآخرين , وتم تفكيك أدوات الثورة , تحالف اللقاء المشترك , تفكيكه وتوجيه الاتهام المباشر لبعض افراده للإرهاب , في برمجندة إعلامية وشحن وتحريض , لم يعطي فرصة لهم للدفاع ,مما اضطرهم للهجوم الإعلامي , وهذا ما عزز حرب إعلامية قذرة , وتناحر , وإرهاب فكري ومعنوي , وعمليات التصفية الجسدية , وجرائم لازالت استدلالاتها مخفية , وكلما انكشف خيط منها فجر معركة , تنتهي بتلاشي تلك الخيوط والاستدلالات لطي النسيان .
المؤسف في العملية , ان يشارك فيها مثقفون ومفكرون وأكاديميون , و وتم إقناعهم بالعدو المفترض , الإخوان والإرهاب , وهل يغفل كل تلك النخب الداعم الرئيسي و المؤسس لإخوان والإرهاب , وهي شماعات تستهدف كل القوى الفاعلة في الثورة , من الإصلاح والمؤتمر والاشتراكي والناصري والحراك , دون استثناء , وهذا ما يؤكد ان الهدف هو الثورة والتغيير والتحول المنشود , والدولة الضامنة للمواطنة .
 نفس النخب التي هللت وايدت اقالة محافظ شبوة , نفسهم ايدوا اقالة بن دغر والجباري والجبواني ومحروس وعبد الملك المخلافي و واعد باذيب ....... وغيرهم كثير , لانهم قالو لا للوصاية , اتركوا لنا يمكن معافى اجتماعيا , ليتعافى سياسيا , وبالتالي يتعافى اقتصاديا , اتركوا للشعب يحدد مصيره بإرادة وطنية .
ما أستطيع ان أقوله اليوم , ان هذا القرار إذا ما ثبت سيكون المسمار الأخير في نعش الثورة الجنوبية الحقة قبل ثورة الربيع اليمني , التي ارادت جنوب حر ذات سيادة , وأن من يهللون اليوم اما نفعيين او مرتهنين لأجندات التحالف , او مغرر بهم , لن يصحوا الابعد ان يتلقوا صفعات اكثر الما مما يعاني منه الشعب اليوم , صفعات النظام البائد والرجعية العربية ودعم الصهاينة والامبريالية العالمية .
بعد ان فشلوا في عودة النظام البائد على حصان الحوثي , بحكم العقيدة العصية على قبول التحالف , رمى حصان الحوثي عفاش لمزبلة التاريخ , ومحاولة اعادته اليوم  على حصان الانتقالي , ستؤول الى الفشل , وان نجحت لن تقدم غير نظام حكم إمارات وسلطنات ومقاطعات خارج إطار الثورة والجمهورية والوحدة , حكما يشبه لحد بعيد محيطنا الإقليمي , والله والتاريخ على ما قول شهيد .