اهو الخوف من سطوة الموت وغموضه المرعب؟.
أم هو النزوع الى تجنب الخوض والإقرار الجهري والمعلن بفواجع نوازل الموت ووحشة الرحيل والمفارقة؟
        أم هو تقادم العمر الملبد بشح المسرات ووفرة محطات الصدمات والمكاره.؟
        أم هو ذلك  الوميض النادر الوجود الذي يتشح به البعض ممن  تضعهم الأقدار السخية في طريقنا من أب وأم وأخوة واحباب  فنرتبط بهم ونشتاق  ونحن للقياهم ، ولا يمكن أن نتذوق طعما للحياة بدونهم. ؟  
     ربما بعض هذا بل لعله جميعه من اكبني في دوامة من الغياب والشتات إلى الحد الذي لم يطاوعني قلمي رغم محاولاتي المتكررة من بث ما علق في النفس من تصدعات وكمد وهموم ويأس خلفه رحيل أب لم ينجبني بقلبه الكبير الذي يتسع للجميع عطفا ومحبة، والمعين   
الذي يتدفق بهجة وابتسامة وامل يسبق من يلقاه  بالسؤال عن من غاب عنه ...انه الوالد هايل عبد الودود أنعم..او ابو الرجال كما يحلو للبعض أن يدعوه. هايل الاب والاخ والصديق...هائل الفقد والغياب..
خمسة عشر يوما منذ اسلم الروح قضيتها مترددا على أماكن جلوسه وطرقات تنقله علي أراه، أو اسمع صوته مناديا مرحبا ومعاتبا، فلم أجد غير ذاكرتي المكدودة سبيلا للفوز بما أريد وما خرجت من اجله، امعن في الغياب فيها مسترجعا بلهفة كل أوقات وساعات ولحظات جلوسي إلى جانبه وأتحدث معه والاستماع اليه   اذهب وراء تأمل قامته النحيلة طلعته البشوشة ووجهه الحليق. 
  مستحضرا وداعته حبه تداني خصاله وكل ما يمكن لنا الخوف من ضياعه برحيله.
     أيها النمير هايل  ما اصعب رحيلك وما اشد وقعه علينا نحن من مازلنا لم نطفئ ضمانا من صفا وأصالة وعذوبة حلولك المتعجل بيننا. 
الا فلتهنا بانتقالك إلى جوار ربك وبرحمته وبسعة رضوانه.  
ولا نجد مانعزي به أنفسنا غير قول الشاعر عصام العطار وهو يصف مرورنا  بهذه الحاة الدنيا.
((وما الحياة سوى حلم الم بنا..قد مر كالحلم ساعات وايام.
هل عشنا حقا يكاد الشك يغلبني..ام كان ماعشته اضغات احلام.
 اعزي نفسي واخوتي كامل، ونبيل، ومحمد، وماجد،ومعاد،ومياد،وسليم هايل وجميع الكرائم والاحفاد.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.