..♦«.كانت الساعة معلقة بطرف خيط ...ظهر طرفه باستحياء من خلفها وبجانبه شرخ في الجدار ...مربوط بطرف مسمار تأكل من رأسه  التاريخي ..كانت تدق بطقطقه خفيفه مرتبه ..تك تك ...تستمع أحيانا واحيانا تطغي عليها أصوات قادمة من سقف المنزل لمروحة عظيمة ضخمة لها ثلاث ريش ملتصقة بقرص في وسط الجدار ..تهفهف ..وكأنها طائرة هيلوكبتر  قادمة من وسط الشاشة في فيلم ست ساعات في المطر الأسود ...!!!    لم يشعر بصوت أحد ...كانوا جميعا ينتظرون صوت المؤذن قبل الفجر ...وطعام السحور يمتد أمامهم ويختفي لدقائق خمس فقط خبز من بقايا العشاء وفناجين الشاي الذي قد برد فوق الشوله. ..لا غاز ...لا سكر ...ودقيق ....جاء بالغلط من معونة نازح ...كان رمضان لا يشبهه إي رمضان ...صوت القصف والكاتوشا...حينا تحط في وسط الحي واحيانا في أطراف المدينة. ..إنها حرب الحوثة الذين يتربصون بجدار عدن ...معارك  في المطار ..في جولة السفينة...الكراع. ..البساتين...جعولة...الفيوش ...في كريتر ...في الميناء ....مر شهر رمضان وكانت صلاة الجنازة سنة راتبة بعد كل صلاة في مسجد الرحمن ...وبالقرب من مقبرة الرحمن ...نودع شهيد واخر يلحقه دون أنتظار ...عدن كانت تقاوم ..تصوم ..تنزح...تفطر ...تدفن ...وتقاوم أكثر من مئة وعشرين يوما ..!!.
حتى الصلوات كانت تقاوم ...والدعوات ترتفع إلى الله ...بالنصر ...في ليلة القدر ...سقط المطر ..وسقط الشهيد الذي انتصر ...تحررت عدن ...وكانت الساعة في مكانها مربوطة بخيط يتدلى من مسمار أعوج رأسه وظهر قربه شرخ آخر أكبر من أخيه ...من وقع القذائف واهتزاز البيت ...اهتز أكثر ...ولكنه في نهاية الأمر أعتز أكثر ...!!؟؟وقال ...عدن تنتصر ...الله أكبر ...