بكاء كثيرا وابكاني معه .. فاحيانا لا نجد شيء سوى البكاء لغة تعبر عن خيباتنا الكثيرة.
"أنا محبط والاحباط قتلني" سمعتها اليوم من الفنان سعودي أحمد صالح اكثر من مرة أثناء زيارتي له في مستشفى البريهي حيث يرقد مريضا.
إنها جملة كفيلة بقتل المريض و وقعها عليه أشد من آلم مرضه، خاصة عندما تكون مخلوطة بشعوره بالخذلان من قبل القريب والبعيد بعد عمر طويل من الابداع .. وهو الفنان المرهف والراقي والجميل.
كم يمكننا ان نتحمل من أعباء الحياة وخذلانها وكل يوم يسقط علم من أعلام عدن الفنية في هامش الحياة باهمال متعمد وغير متعمد.
تلقيت اتصال من الفنان سعودي طلب مني زيارته في المستشفى، قال انه يشعر بالتقصير معي ... وهو في هذه الحالة المرضية المحزنة يشعر بانه مقصر مع الاخرين، هذه هي روح الفنان و وجدانه الحي دائما .
سعودي الذي وصفه الفنان عصام خليدي بأنه آخر عمالقة الفن اللحجي يرقد في فراش المرض ولم تصل اليه عين الوزارة ولا الجهات الرسمية المسؤولة عن رعاية الفنانيين والاهتمام بهم.
الفنان سعودي ليس صغيرا لتخطيه عين وزارة الثقافة ولكن عين الثقافة عمياء عن مثل هؤلاء المبدعين .. أمثال سعودي الذي يرقد في المستشفى على نفقة المجلس الانتقالي.
ورغم مرضه واوجاعه الكثيرة مازال هناك امنية يمكنكم تحقيقها لفناننا سعودي .. فقط زيارة إلى مكة المكرمة لاداء العمرة .. هل هذا كثير عليه ؟ 
لقد طلب مني باكيا ان اناشد وزير الثقافة والإعلام والسياحة، ورئيس المجلس الانتقالي، .. ان احمل صوت امنيته الى كل من يدعمون الفن .. الى وداعم الفن والفنانين دائما احمد الميسري إلى صاحبة جائزة نوبل توكل كرمان .
إلى حبيب المبدعين والغنانيين الفنان الانسان صاحب الوفاء الربان عبود خواجة والذي كان سباقا بمد يد العون لفناننا عندما تكفل بسفره للهند للعلاج قبل اعوام. 
لا مجال لان نفكر في التناقضات ولا يمكن ان يحسب الفنان سعودي على احد الا على الفن فقط .. فهل من مجيب لتقديم يد العون لهذا الفنان خاصة ونحن بحاجة اليه.