من خلال جدول أعمال مشاورات الرياض الذي تم نشره لم يعد للقضية الجنوبية ذكر حتى عابر أو شكلي،  والمصيبة الأكبر هي أن معظم الحضور من الجنوبيين الذين ذهبوا للتبصيم على مخرجات ذلكم اللقاء هم ممن يزعمون انهم يمثلون القضية الجنوبية وأنهم أبطال تحرير واستقلال الجنوب .

إن كل المحاولات لاحتواء القضية الجنوبية أو التخلص منها لن تحل الإشكالية وإنما ستزيد في تعقيداتها ،  وكذلك كانت المزايدة في رفع سقف أهدافها والمبالغة فيها أحد عوامل الوصول إلى تصفيتها أو لنقل محاولة تصفيتها بالطريقة المأساوية التي نشهدها اليوم في العملية السياسية التي تتبناها الرياض وأبوظبي .

نحن بدورنا نؤكد أن أي تسوية سياسية دائمة وقابلة للحياة يجب أن تعالج بشكل جذري إشكاليات الماضي التي أدت إلى وضع اليمن القائم وعلى رأس ذلك القضية الجنوبية والتي يجب إعادة تعريفها بشكل واقعي ومنطقي بعيداً عن المزايدات الانتهازية وبحيث يمكن حلها بشكل عادل يضيف عنصر الإستقرار  لليمن ولعموم المنطقة ، ولن يتم ذلك إلا   عندما تكون هنالك مشاورات حقيقية بين الفرقاء اليمنيين وليس كالمسرحيات الهزلية التي نشاهدها اليوم ومنذ الرياض ١ .

 وإلى أن يحين ذلك اليوم يجب أن يدرك كل الفرقاء بأن القضية الجنوبية لايمكن مسحها ببصمة لفلان     أو لعلان من الناس  بل بإحقاق الحقوق وبرفع المظالم وبالشراكة والعدالة والمساواة بين الجميع ، وإلى أن يحدث ذلك سنتمسك بحقوق شعبنا في الجنوب وبقضيته الجنوبية .

والحاضر يعلم الغائب