زرت مسبح نادي الجزيرة في القاهرة، صباح اليوم الجمعة ٣ يونيو ٢٠٢٢م، وتذكرت أيام طفولتي في بداية ستينات القرن الماضي، حين ذأب والدي على أخذي إلى مسبح حقات الدولي بمدينة كريتر بعدن، لأتعلم السباحة فيه .. 

تم بناء مسبح حقات في مدينة كريتر بعدن، من قبل المجلس البلدي بمدينة عدن، على أسس عصرية يمكن مقارنتها بنظم وقوانين مسابح الدول المتقدمة في أوروبا وآسيا، فمياه أحواض السباحة فيه يتم تجديدها على مدار الساعة عبر مضخات وشفاطات تشفط مياه جديدة من البحر إلى احواض السباحة وتنفث المياه الفائضة الى خارج الأحواض عبر فتحات في سطح الجهات الاربع من الأحواض، حفاظا على صحة الرواد من السباحين. وفي المسبح أيضا مطعم به قاعة طعام نظيفة وأنيقة، تقدم فيها مأكولات ومشروبات صحية بأسعار تناسب كل فئات الرواد من المجتمع العدني  .. 

في تلك الأيام الخوالي، صار مسبح حقات ملتقي لشباب ورجالات ونخب عدن من كل الفئات الاجتماعية، وتوفرت فيه كابينه لحفظ ملابس السباحين ومقتنياتهم الثمينة دون خوف من فقدانها نتيجة الضبط والربط الذي فرضته في ذلك العهد حكومات وطنية كفوءة وأمينة، إهتمت بتفعيل مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية لتوفير الأمن والسلم الاجتماعي، وكل وسائل الترفية التي توفرت في الدول المتقدمة في العالم .. 

كما عملت إدارة المسبح آنذاك على تخصيص يوم واحد في الأسبوع للرواد من النساء فقط، واهتمت أيضا بتعيين سباحين أكفاء لمراقبة الرواد في أحواض السباحة وإنقاد من تشنجت عضلاته نتيجة الإرهاق في السباحة، وغير ذلك .. 

قل للزمان إرجع يازمان ..