لكل من يفكر ان الحرب وسيلته لتحقيق فرض امر واقع  , ويرفض فكرة إيقاف الحرب , ويستمر يصب الزيت على نارها , ليشعل هنا حربا وهناك حروب , ليبقى مسيطرا باسطا ناهيا متسلطا لا غير , لا حرب تنفعه , ولا هو قادرا على ان يتحكم بها , وعاجز على تخفيف تداعياتها على الوطن والمواطن .

نقول لهم , هل تدركون مآلات الحرب والعنف على الواقع  ؟ .

ولم تستوعبون بعد آثار الحرب التي مازالت جاثمة على الوطن والأمة ؟!.

الحرب التي اريد لها ان تغير نظام , وترسم مستقبل آمن , طالت عن حدها , وفقد مشعليها السيطرة عليها ,واحدثت اضرار اكثر فداحة في المجتمع , أحدثت تصدعات شديدة , شتت أواصره , شققت لحمته , ومزقت نسيجه , و أحدثت انقسامات فجة وعميقة , وتعمقت الهوة .

هل تدركون, الضرر الجسيم الذي أصاب الدولة ومؤسساتها , وما أحدثه غيابها من أضرار نفسية وروحية على المواطن والمواطنة , من أضرار سياسية واقتصادية , وثقافية وأخلاقية , لم يترك عنفكم شيئا لنا من سبل الحياة .

يامن تهددون و تتوعدون , وتصنعون مبررات الحرب , بالشيطنة تتحركون كبيادق , هل ترون حال الناس اليوم ومعاناتهم , هل تدركون الرعب من كل تلك الدعوات الغير مسئولة , والجراح التي تدمي , والالم الذي يصيب ويجرح النفوس والارواح , والدماء التي تسفك , والأرواح البريئة التي تزهق , و عجزكم ولا زلتم عاجزين عن تخفيف تلك المصائب  في مناطق السيطرة .

يامن تحسنت أحوالهم , حينما ساءت أحوال الناس , وشبعوا حينما جاع الناس , هل تهتمون لوضع الناس المعيشي الكارثي , من فقدان المواطنة , وفقدان الراتب , وقدرة ذلك الراتب  في مواجهة الغلاء والبلاء , ففقد الناس كرامتهم , وقدرتهم على الصمود في وجه الحرب وتداعياتها , وعجزت كل السبل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .

واي دعوة للحرب اليوم هي دعوة ضد هذا المواطن , ضد أي توافق تم وسيتم , وضد أي طاولة حوار يتم تجهيزها على المشهد , ضد  كل سبل ترسيخ فكرة الدولة الضامنة للمواطنة والحريات والعدالة , ضد أي حلول يحاول المخلصين الوصول إليها .

بشكل عام الحرب لا تبقي ولا تذر , مهما انتصر فيها القوي , يبقى يعيش هواجس الهزيمة التي تقلقه حذرا لحد ان يفقد إنسانيته , وبالتالي يفقد الرحمة والشفقة , فتمتلئ سجونه معتقلاته بالمشبوهين , وتكثر قوائم المتهمين لدية , قلق يجعله متهورا شطط , منتهك مجرم , تمتلئ صحيفته سوادا , مدان بعدد من الاتهامات , ويبقى الوطن رهين كل تلك الهواجس والاوهام , وضحية ذلك الطيش والتهور والشطط والتنمر, وطن محكوم بقبضة  العنف ,التي لا تحقق حياة كريمة وعدالة وحريات , وبالتالي لا تحقق استقرار وامن وامان , وبالتالي لامجال للاقتصاد والتنمية في بلد غير مستقر , ولا مجال للكرامة والحرية في بلد غير آمن .

الحرب فتنة و لعنة على من يشعلها , ومصيبة على رأس من يعتقد انها ستحقق له سلطة امر واقع , بل هي نكبة ومصيدة يعدها الأعداء على الوطن و شركاءه السياسيين , فهل تدرك تلك القوى حجم المصائب التي ستهل عليها وعلى والوطن والمواطن من حرب عبثية , والحرب تنتج حروب , وتسفك دماء وتزهق أرواح بريئة , من السهل اشعالها ومن الصعب التحكم بها واكثر صعوبة ايقافها , والله على ما أقول شهيد .