بقلم/ نصر صالح

يتحدث البعض عن "علمانية إسلامية"، ويرى آخرون أن لا يوجد علمانية إسلامية بالمعنى الدقيق.. العلمانية تعتمد على نظم وقواعد محسوسة، فيما الأديان جميعها بما فيها غير الابراهيمية معظم احكامها وقوانينها معظمها غيبية.
واكرر/ العلمانية ليست دينا لتحل محل أي دين إبراهيمي أو غير إبراهيمي، العلمانية تعتمد على قوانين واحكام وضعية، دنيوية، واقعية. وبما أن الحياة التي نعيشها هي دنيوة مادية محسوسة ملموسة، فيرى الكثيرون أن الأنسب أن تَنظّم بقوانين مادية (وضعية)، بمعنى أن العضو في المجتمع عندما يقوم بعمل ما للصالح العام ويُحسن الأداء، وعندما يقوم بسلوك حسن ومفيد يُكافأ بأجر مادي يناله فورا وليس فقط «وعد بأجر في الحياة الآخرة»، ومن لا يؤدي العمل المناط به لا يقدم له أجر، ومن يُخرِّب أو يُسيء أو يجرم بحق غيره يُحاسب فورا بعقوبة ملائمة لما ارتكب، لا أن نتوعده بعقوبة «النار» مثلا في الآخرة فقط "التي، ربما يرى بعض الماديين، أنها قد تكون موجودة في زمن آخر وقد لا تكون".. ورغم ذلك، فالعلمانية، لا تتجافى مع روح الدين في مسألة تنفيذ العقوبات الآنية ضد المرتكبين. 
قد تكون العلمانية «مفيدة لنا»، لأنها:
1- تحفز الجميع على العمل (متدينين مؤمنين وغير متدينين)، لأن المردود والأجر دنيوي آني.
2- معايير العلمانية تُجنب المجتمع التقاتل أو التخاصم في أمور ماضيوية عفى عنها الزمن، والتي قد تكون صحيحة أو لا تكون كذلك، فجميعنا يعلم أن التاريخ يوثق أحداثة من بيده امكانية التدوين والقدرة المادية على توثيق وتوزيع ما كتب، والتاريخ - كما يُقال - يكتبه المنتصرون. وعلى ذلك فليس كل ما يُدون حقيقة بالضرورة.. ثم أنه يفترض بنا أخذ العبر منه، لا أن نجعل من بعض احداثه الماضيوية جدا (لاسيما المؤسفة وبالذلتىالجدلية منها) أن نجعل من تلك الأحداث الغابرة جزءا من برنامجنا السياسي الحالي في مواجهة الآخر الذي لا نعرف - حقيقةً - هل هو من أحفاد معاوية أو علي - مثلا.
3- بالنظام العلماني يمكننا ان نضع خططا إقتصادية وبرامج عمل واقعية قابلة للقبول وللتنفيذ. كذلك على قاعدة العلمانية يمكننا وضع خطط ومناهج تعليم تلبي احتياجاتنا الواقعية في حياتنا الدنيوية وليس لحياة أخرى.
4- بقواعد النظام العلماني يمكننا وضع القوانين المناسبة لتنظيم كافة جوانب حياتنا المعيشية والاجتماعية بدقة، كما يمكننا وضع القوانين الحازمة التي تضمن حقوق الناس وتحد من وقوع الجريمة او تردعها.
5- تقدم لنا المناهج العلمانية فرص التقدم العلمي والتقني.

أخبار متعلقة