لم يعد مفهوم الوطن لنا كيمنيين ذلك التعريف والمصطلح الجغرافي او الجيوسياسي للوطن ، بل اصبحت مجرد خدمة واحدة فيه كفيلة بأن ترادف كل تلك التعاريف المنمقة والمتعارف عليها دوليا لمعنى كلمة الوطن .
لنا الوطن أصبح مجزاء منتوف متنوع المكونات والمواد ، فالوطن قد يكون أسطوانة غاز نطبخ بها ما تيسر لنا ونحن بلارواتب ، او قد يكون دبة بترول عشرين لتر مغشوش المحتوى (( يهشك )) ، او ساعتين لا تشفي ولا تغني من جوع لخدمة كهرباء والتي استفحلت وعجز عن فك شفرة طلاسمها الفطاحلة (( مع إنهم يربطوا للجيران عيني عينك )) ، الوطن كوب شاهي بالحليب تشربه لتصحى من سكرات الموت التي تعيشها كل دقيقة من عبث وغباء وتلوث فكري دخيل على مجتمع راقي أغرق بالمال القذر الى أسفله بل أن جيوب بعضه لم تعد تقوى على إخفائه وتحاول بكل إبداع استثماره في مشاريع لتصبين وغسيل وكي هذا المال المجهول المصدر والعياذ بالله ،  الوطن لم يعد مساحة جغرافية شاسعة وشريط ساحلي او سلسلة جبال شامخة نتغنى بها ، بل على العكس تماما أصبحت تلك المساحة الشاسعة المترامية الأطراف هي بذخ ونوع من الرفاهية المستحيلة بحكم سيطرة أحلام وطموحات وتطلعات عمياء مريضة أحادية العدسة لذا أطبقت عليه من رأسه الى أسفل قدمية والتي لا أعرف لمن تنتمي  
(( لا تحنبوليش )) وكشفت عضلاتها الخاوية من الفكر على اليمن بفعل فاعل ومهما طال الزمن سيكون مفعول به لأن الله يمهل ولا يهمل ، والتي فرضت علينا نحن الصابرين المحتسبين هذا الواقع بأيدي تجار الحروب والمرتزقة والعقول الصبيانية المريضة التي عانت من النقص النفسي لسنوات وروت ضماها بالأحقاد والأطماع المريضة أحادية القبيلة والتي جلبت لنا بفعل هذا التغيير الديموغرافي المقصود ، وطني استودعتك الله ، وطني استودعتك ربي ، وطني استودعتك عند من لا تضيع عنده الودائع .
هذا الوطن المترامي الأطراف والذي قدر له بأن يقبع في أهم موقع إستراتيجي في قلب العالم الحديث ، يمتلك شريط ساحلي ساحر وفاتن وزاخر بكل مقومات الحياة لا أدري حقيقة ما الذي أصابه ما هو الخلل فيه وماهي المعضلة التي جابت لنا شد عضلي وأعاقت سريان الدم في هذا الشريان ولم تمكنا من الوصول بهذا الوطن الى مربع العمليات وتحقيق الأهداف الحاسمة ، لا أعتقد السبب مجموعة من قطاع الطرق ينتمون للقرن الأفريقي فهذه كوميديا سخيفة لم تضحك أحد ، اليمن التي عرفت قديما بأنها العمق الإستراتيجي للأمة الإسلامية وصمام امان والمدد الذي استعانت به الجيوش العربية قديما لتعزيز صفوفها ومواصلة فتوحاتها الإسلامية في أصقاع الأرض ، هذا الوطن الذي كان يسمى اليمن السعيد والذي أضحى اليمن البعيد عن كل تاريخه وماضية وكأنه سلخ فجأة بفعلة فاعل وأنا متأكد بأن البعض من نحن أو من اسلافنا من طبلنا لهذا الجزار الذي سلخنا من ماضينا الدسم (( تحت العديد من الشعارات الوطنية الجوفاء )) بصراحة إن بعض الظن إثم عسى أن تكرهوا شيئا وهو خيراً لكم قد يكون ذلك الجزار خاف علينا من كثرة الكولسترول لذا فعل فعلته ، مامضى قد مضى ونحن لا نبكي على ما فات ولكن نحاول أن نجد الآتي أن نجد القادم ، بصراحة من وجهة نظري المتواضعة والبسيطة كمواطن يمني مطحون زي البر حق الشربة أرى اليمن حاليا تمر بفترة حيض مثل الفترة التي تحيضها المرأة عزكم الله وتخرج فيها الدم الفاسد وتطرد بويضاتها الميتة أو كأنها تقوم بتحديث ذاتي سيكولوجيي  UPDATE  كي تستعد للمرحلة الجديدة وبكل حيوية ولا أعتقد بأن هنالك حجم لفوطة صحية نسائية قادرة أن تمتص كل هذا الدم الملوث ، نعم اليمن تمر حاليا بفترة حيض صحية برغم من كل تلك المسميات الرنانة الطنانة والأسامي أسامي ما أريد أذكر أسامي هي المتشعبة حاليآ والتي بصراحة لم تستطع أن تجذبني أنا الموطن البسيط (( لقناعتي بهشاشتها )) أنا المواطن البسيط والذي يطمح بحياة كريمة يوفرها هذا الوطن لست أطمح بالكثير بل هو مجرد راتب شهري أستطيع من خلاله توفير حياة كريمة لي ولأسرتي دون الدخول في تفاصيل متجددة من الديون وابتكار الكثير من الكلمات المنمقة تبرر وقوفي ذليلا أمام الآخرين للحصول على العجز الذي تسلبه مني معادلة الحياة البسيطة والتي أريدها .
بصراحة لا أستطيع التعبير والكتابة والتفلسف في هكذا موضوع لأن شعر رأسي غزاه الشيب برغم صغر سني صغير في السن جاهل من تسعة وثلاثين قريب عيني تشوف الخضيرة في كل وادي خصيب الله يرحمك يا أبوبكر سالم بلفقيه ، ولم أجد لسؤالي إجابة لذا من وجهة نظري أعتقد أن الخلافات السياسية هي شيء صحي دام أنه يصب في مصلحة الوطن فالأوطان لا تبنى بالمهاترات وفرض العضلات واستعراض القوى لأن السلاح هو مجرد أداة تسويقية قاتلة مربحة للبعض لاكن من تمسك بها هي يد بشرية بإمتياز يجب عليها أن تخاف الله ليحكمها العقل لذا ما أجمل أن نجعل العقل هو من يحكم خلافاتنا واختلافنا وتنوعنا وتشعبنا وتغلغلنا في هذه الحياة التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة . 
الخلاصة: 
بين ثنايا القلب لا أجد أي تردد لأي إشارة قد تدعو الى الحماسة سوى إلى تلك العينين التي رسمتها في مخيلتي لكني ضحكت كثيرا حين أحسست لوهلة بأن السحر والجمال والجاذبية هي مصطلحات معبرة بالحبر على الورق أكثر من تأثيرها على جريان الدم في شريان مفتوح لا يعرف المدة الزمنية لدقات القلب التي تتسارع في خضم واقع مخيف لا يمس بأي حال من الأحوال واقعي  .