اطلت الكتابة في الجزء الثاني من هذه السلسلة وقد ازعج الكثير طول الكتابة..كيف لا ونحن شعب مستعجل في كل شي ونحب السرعة والاختصار في كل شي...
لهذا ساحاول اختصار هذا الجزء قدر الامكان...

فترة مابعد ٢٠١٥ او حقبة الحرب في اليمن تسببت بتغيير كبير في ديموغرافية اليمنيين في الهند ..

فقبل هذا العام كان السفر للهند مقتصر في الغالب  على طلاب العلم والمرضى ( اكبر عدد منهم كان يذهب الى مومبي في الماضي) والتجار الذين يقدمون الى مومبي في الغالب وبعض المدن الاخرى لغرض زيارة المصانع وشراء البضائع وشحنها لليمن...

لم يكن عدد المرضى القادمين للهند بمثل الاعداد التي قدمت ومازالت تاتي اليها في العشر سنوات الماضية مقارنة بمصر او الاردن كمثال...

 وزارة الدفاع ماقبل الحرب تعاقدت مع احدى مستشفيات مومباي لعلاج جرحى حروب صعدة في الثلاث السنوات التي سبقت الحرب تقريبا ولكن جرحى حرب الجنوب بدأو بالقدوم الى الهند باعداد بسيطة الى مدينة حيدارباد قادمين من السودان وكان حينها هاني بن بريك هو المسؤول عن ملف جرحى الحرب ولكن لم يكن الوضع مهيئ للمتعهد في مدينة حيدارباد بادارة الملف فقام هاني بن بريك بالتعاقد مع شخص يعرفه الجميع كان وقتها مقيم بالسودان ليتكفل بالملف كامل واستقبال وعلاج اي عدد من الجرحى حيث وانه اقنع بن بريك بان لديه من راس المال مايكفي لذلك واختار هذا الشخص مدينة بونا لعلاج الجرحى ...

وبغض النظر عن التلاعب والنصب واثارة المشاكل والكراهية التي تسبب بها هذا المتعهد فهذا ليس موضوعنا فقد تسبب قدوم اعداد كبيرة من الجرحى بوجود طلب على المترجمين من الطلاب الذي قام المتعهد بتوظيفهم معه برواتب مغرية وافتتحت شهية الكل في مدينة بونا فالمتعهد أضافة الى احتياجه للمترجمين فهو ايضا يحتاج شقق مفروشة وسكن للجرحى وسيارات لنقلهم ومطاعم لتوفير الطعام فسبب ذلك وجود اعداد كبيرة من الطلاب اليمنيين الذين يرغبون بالاستفادة المادية من هذه الفرصة ومن لم يحالفه الحظ بالعمل كمترجم يعمل مع ملف الجرحى قام باستئجار شقق يقوم بفرشها وتاجيرها بالباطن وفتحت المطاعم اليمنية باعداد اكبر من السابق وبترتيب افضل وطبعا لم يتم كل هذا بدون ان يلاحظه ابناء البلد (الهنود) الذين ايضا دخلوا بالملف بعمل او اخر ورأو ان الطلاب منافسين غير رسميين لهم فهم هنا للدراسة ولايحق لهم العمل وهكذا كانت هناك صراعات خفية احيانا وواضحة احيانا اخرى بين الهنود واليمنيين...

زادت سمعة مدينة بونا بين الناس في اليمن بسبب ملف الجرحى كمدينة يوجد فيها الطب الممتاز والرخيص اضافة لرخص تكاليف المعيشة فيها مقارنة بالمدن الأخرى وايضا كمدينة يوجد فيها يمنيين يعملون في الترجمة فكان ذلك عامل محفز للمرضى الذين يذهبون بالعادة الى مصر للعلاج عندما علموا ان العلاج في الهند ارخص وافضل وهناك يمنيين سيقدمون لهم يد العون...

لم يلفت هذا الوضع فقط نظر المرضى في اليمن بل ايضا نظر  بعض الناس المقيمين في اليمن وفكروا بالهند كوجهة قد تكون الهجرة اليها مفيدة للقيام باي عمل او اخر ...

فبدانا نرى مريض ياتي للعلاج وبعد اكمال العلاج يقرر انه لاينقص بشي عن الطالب الذي يعمل بالترجمة حتى لو لم يكن يجيد الانجليزية فهذا يعتبر موضوع ثانوي ..

وراينا من جاء مع مريض كمرافق وعندما رأى ما رأى قرر البقاء والعمل في بونا اما بالترجمة او تاجير الشقق خاصة انه علم ان هناك عمولات كبيرة تقدمها المستشفيات ...

وهناك من قدم للهند ليس كمرافق او مريض بل جاء مباشرة للعمل كمترجم بعد ان سمع اخبار فرص الكسب السريع والسهل فيها...

سنكتفي بهذا القدر من الكتابة و نكملها في الجزء الرابع فمازال للحكاية بقية ..