لم أكن اعلم بأنني في يوم من الأيام سوف يمر علي هذا الموقف ..
كنت عندما أرى أشخاصا يبكون على حيوانتهم أشعر بالغرابة :  لما كل هذا البكاء والحزن إنه مجرد حيوان ؟!!
إلا عندما ربيت قطاً .. لقد أحببته وتعلقت به واعتبرته إبناً لي ففهمت شعور هؤلاء البشر حيث يعتصر القلب وتذرف الدموع وتخنقك العبرات ولا يبقى لك سوى الذكريات في عقلك ، او صورا في هاتفك المحمول 
وليانا إبني لم يكن مجرد قط ..
كان يشعر بي ويتألم عندما أمرض ..
ويجلس بجانبي .. 
 لقد كان قطا على هيئة إنسان.. حنون وعطوف ورحيم . 
 نادراً ما كان يمرض ، وإذا شعرت إنه مريض يجن جنوني.. لا أحتمل أن يصيبه إي مكروه فأخذه إلى الطبيب على الفور ويتماثل للشفاء في غضون أيام إلا هذه المرة كان المرض شديدا عليه ..كان يفقد كليتيه بالتدريج ..
كان يقاوم ونذهب به للطبيب ويأخد علاجه في صمت من غير أن يشكو او يئن ..
كان لديه شموخ وعزة .. وكانت أختي سالي هي من تأخده للطبيب في ايامه الاخيرة لأني لا أستطيع أن أراه يتألم وعندما يعود للمنزل أقوم أنا بالباقي.
في السابع والعشرين من شهر نوفمبر كان يحتضر وكان قلبي يعتصر وكأنه ينزع من مكانه وذهبت به  للطبيب فقال لي أنها ساعات قليلة وسوف تكون نهايته ..لم أستطع أن استوعب ما قاله فأغمي علي على الفور وعدنا به إلى البيت لكي أكون إلى جانبه في أخر لحظات حياته ..
اليوم في الثامن والعشرين من نوفمبر لفظ آخر أنفاسه في الثانية فجراً ..
 اعلنت في البيت حالة الطوارئ 
الجميع يبكي والجميع منهار 
الآن فقط أحسست بشعور الأم التي تفقد ولدها ..شعرت بقيمة الضنى وكيف أنه غال ولايعوض ..
أنا أعلم بإنني سوف اتعذب من بعده من شدة صدمتي ولكن ما أنا متأكدة منه أنك ستبقى في قلبي وعقلي وروحي وكل جوارحي 
وداعاً إبني الحبيب.. وداعاً سيد البيت.