ما أبشع التعلق إنه مؤلم بكل ما تحمله الكلمة من معنى 
يجعلك مرتبطا بالشيء وكأنه ملك لك فتنسى أن كل شيء في هذه الدنيا لله وحده .
لله ما أعطى ولله ما اخذ ..
فلا يقوى عقلك إستيعاب صدمة الفراق مع أنك على علم بأن هذا اليوم سيأتي وهذا ما جرى مع إبني (لولو) ..عدم قدرتي على إستيعاب وفاته جعلني أدخل في حالة من الذهول والإكتئاب ،،وكنت أريد أن أفعل أي شيء لكي يبقى على قيد الحياة فجعلت كل من يعرفه يدعون له في كل صلاة ،حتى أنني خرجت لكي اتصدق ! أوليس رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول
 (داووا مرضاكم بالصدقة ؟) لم أفكر بأن إبني قط من شدة إعتباري أنه إبن حقيقي من لحمي ومن دمي وتحاول أمه أن تفعل كل ما بوسعها من أسباب لكي لا تفقد الأمل .
كان هذا اليوم هو يوم إحتضاره ولكني كنت بالخارج ولا أعلم ،فقابلت فتاة وكأن الله ارسلها لي كي تمهد لي رحيل إبني ..
فقلت لها :لما انت حزينة ؟ 
 فأجابت :وكيف علمتي؟!
فقلت لها لأني حزينة أحسست بك ..
  وسألت عن سبب حزني فقصصت لهاقصتي مع ليانا ، فحدثتني عن وفاة قطها الذي عاش معها ثمانية عشر عاماً وكيف كانوا يحبونه ومتعلقون به ..
 حدثتني عن الأحتضار وأن روح الحيوان أيضاً تكون متعلقة بأصحابها ،،فيمكن أن تتعذب لأيام حتى تتوفى وهنا هي أيضاً تتألم من فراقنا ،،فتذكرت كتاب ( السماح بالرحيل) للكاتب الرائع " ديفيد هاوكينز "
وبدأت بتطبيق التقنية التي لطالما أطبقها في حياتي اليومية ..
وبعدها دعوت الله أن لا يعلق روحه بسبب تعلقي به.
وإن كان هذا يومه الأخير فأنا راضية وعندما عدت للمنزل رأيت كل ما قالته لي الفتاة عن الأحتضار أمامي .
لقد زرت قبره وتحدثت معه مع علمي أنه لا يسمعني ولكن يبدو أنا من بحاجة للحديث معه وكالعادة دموعي تنهمر بدون توقف. 
أعجبني بيتا شعر ارسله لي الشاعر الكبير أديب قاسم عن رثاء ابن العلاف النهرواني لهره فقال:_ 
(ياهر فارقتنا ولم تعد 
وكنت منا بمنزل الولد 
وكيف ننفك عن هواك وقد 
كنت لنا عدة من العدد )
للشعر تكملة ولكن هذا ما أعجبني .
وفي شعر آخر للشاعر مشاري الغنيم يقول:_
 "توفى وخلاني لحالي ولا ينلام 
لو الأمر بيده خابره ما يخليني 
أنا ماني بناسيه لو مر عقبه 
مليون عام 
لو إني اللي مت ما هو بناسيني."
ليت كان بإستطاعتي أن اقتسم عمري مع من أحب 
أحبك لولو ...
ملحوظة:_ 
أريد أن اشكر جميع من واساني بكلمة طيبة ،حقاً ممتنة لوجودكم وشاكرة لكم لطفكم وكرم أخلاقكم.....