من يصدق اليوم أن عدن كانت أول مدينة في الجزيرة العربية كلها عرفت الكهرباء والمياه النقية والشوارع المسفلته وإشارات المرور الكهربائية واول محطة اذاعة واول سينماء واول مسرح هكذا كانت عدن في حين كان الذين يتطاولون عليها اليوم من أبناء الجزيرة والخليج يعيشون في العشش والخيام  كما أن التلفزيون قد افتتح فيها بعد افتتاح التلفزيون في مصر العروبة مباشرة .
واما عن النشاط الإعلامي والثقافي والسياسي والاجتماعي فحدث ولا حرج فقد كانت تصدر في عدن أكثر من خمس صحف يومية منها اليقظة والكفاح وفتاة الجزيرة والايام وغيرها والى جانب ذلك كانت الصحف والمجلات المصرية واللبنانية ومجلة العربي الكويتية متوفرة باستمرار وانتظام وكان الندوات والمحاضرات تقام في الأندية الاجتماعية والخيرية والنقابات وحتى في المساجد .
وكانت عدن وبالرغم من وجود الاستعمار تعتبر شعلة وقلعة من قلاع النضال الوطني القومي فمعظم الأحرار المناضلون ضد الإمامة كانوا يتواجدون في عدن حيث كانت مستقرا لهم ولكل القادمين من مختلف مناطق الوطن شماله وجنوبه يعملون فيها ويدرس ابنائهم بها وكان أبناء عدن والقادمين إليها يعيشون كاسرة واحدة ويتفاعلون مع قضايا الوطن والأمة العربية وكأنها قضيتهم كانوا يتفاعون دائما مع خطب جمال عبدالناصر ومع تعليقات احمد سعيد وكانت تقام في عدن كل خميس حفلة فنية تحييها الفرقة اللحجية بقيادة المرحوم عبدالله هادي سبيت ويذهب الدخل المادي لدعم ثورة الشعب الجزائري وكانت الحركة العمالية نشيطة جدا بقيادة المؤتمر العمالي حيث كانت المظاهرات الداعمة لاي حدث قومي تملاء شوارع عدن من العدوان الثلاثي على مصر إلى إعلان الوحدة المصرية السورية إلى مظاهرة الحزن ضد الانفصال في 28سبتمبر 1961 الى مظاهرات الفرحة والابتهاج بانتصار ثورة الجزائر ونيل الاستقلال وتفجير ثورة 26 سبتمبر 62 وغيرها وعندما حدثت أزمة الباخرة كليوبترا المصرية بميناء نيويورك في ابريل 1960 كان عمال عدن من اول المضربين والمقاطعين لتموين اي باخرة أو طائرة امريكية ولم يرفعوا مقاطعتهم تلك الا بعد أن تم تفريغ وشحن الباخرة المصرية في الميناء الأمريكي مما جعل وزير العمل بالجمهورية العربية المتحدة حينها ( انور سلامه ) يأتي إلى عدن ليشكر عمال عدن على موقفهم القومي . 
وكان قادة المسيرات والمظاهرات والمحركون لها يتعرضون للاحتجاز والسجن وفي مقدمتهم عبدالله عبدالمجيد الاصنج ومحمد سالم علي عبده وعبده خليل سليمان وادريس حنبله ومحمد سالم باسندوه وغيرهم 
كما ازدهر الفن في عدن ولعل من أشهرهم احمد بن احمد قاسم ويحي مكي ومحمد مرشد ناجي ومحمد سعد عبدالله وأحمد علي قاسم وفتحيه الصغيره ورجاء باسودن وطه فارع وآخرين 
وأما ايام ثورة أكتوبر 1963 فلايستطيع الإنسان أن يحصر ما قدمته عدن وابنائها للثورة وللثوار ويكفي الإشارة إلى أن بيوت عدن كانت تتحول الى مخابئ للفدائين بحيث يدخل الفدائي بعد قيامه بأي عملية إلى أقرب بيت تصل إليه رجله ويقوم أهل المنزل باخفائه 
كما أن الموقف الرجولي والبطولي والشجاع لأبناء عدن قد تجاوز كل التوقعات عندما تصدوا وبالأسلحة البسيطة لقوات العصابات السلالية الطائفية الحوثية وحرروا عدن من رجس ودنس الحوثيين 
ويمكن الاستنتاج مما سبق ذكره أن عدن كانت مدينة متحضرة ومتطوره بالماضي وان أهلها على درجة عالية من الوطنية والطيبة والمحبة والإنسانية ولايشعر أحد بالغربة بينهم 
ولكن عدن للاسف الان قد أصبحت مقرا للبلطجة والفوضى ويتعرض أبناءها للامتهان فلا كهرباء ولا ماء ولاامن ولا امان يقتلهم الغلاء الفاحش والفقر المدقع وأنعدام التوظيف وغياب فرص العمل وامتلاء الشوارع بالمجاري وانتشار الحشرات الضاره وفق ذلك كله فقدان الحريات العامه ناهيك عن عمليات البلطجة والبسط على أراضي الناس .
انظروا كيف كانت عدن بالخمسينات والستينات من القرن الماضي وكيف اصبحت في هذا الزمن السيئ ونحن في أواخر عام 2022 
 وفي الختام أدعو الله سبحانه وتعالى أن ينتقم من جميع من خطط ونفذ ماتعرضت وتتعرض له عدن وابنائها من ظلام وظلم واقول لك الله ياعدن  .