عيوننا على " التورتة " وعيناها على الباب .. بين حين وآخر تهرع إليه .. لاتجد سوى الريح تطرقه .. هل تنتظرين احدا ؟ هذا الباب على كثرة الداخلين يضيق به .. لعله يأتي عندما يكتمل الحشد مع انه كان اول الحاضرين في سنوات خلت .. 
    بعد إلحاح أخواتها وطول إنتظار،  وضعت ( التورتة ) على الطاولة ، اشعلت الشموع ، تحلقناحولها ككل سنة  ، وكالعادة غنينا اغنية عيد الميلاد .".هابي بارتي تو يو ..هبي بارتي تو عبير ، سنة حلوة ياجميل ، سنة حلوة ياعبير " ، اطفأت الشمعات واحدة واحدة ، طبعنا قبلات التهنئة على وجنتيها، كانت فرحة لكن على غير العادة  غير سعيدة ، ومسحة من الحزن تحيط بوجههاوتغلفه بوشاح بلون الليل ،وظلت عيناها على الباب ...
  لأول مرة أراها حزينة في أمسية كهذه ..في الحفل وخارجه ..معنا وليست معنا .. تغني لكن في صوتها حزن وانكسار ودمعة تحاول حبسها..  
 كنت اعرف السبب ، لم اسألها، لاحظت انها لأول مرة لم تلتقط صورا لعيد ميلادها .. شيء ما يكدر عليها صفوه .. احد ما غاب عن حضور اجمل لحظة في حياتها . لم يغب عنه منذ حوالي اثني عشر عاما .لم يملأ احد الفراغ الذي تركه في قلبها ، لم يعوضه وجود خمس قطط أخرى في البيت .. لعل اكثر الاشياء ألما ان تنتظر احدا تعرف انه لن يأتي . ومع ذلك تنتظره لعل الباب يشرع له ، اولعله جاء ولم تره . كالطيف مر، أطفأ شمعة من الشمعات وغادر دون ان تلحظه ، قضم قضمة صغيرة من كعكة عيد ميلادها ، همس في اذنها " كل سنة وانت طيبة ماما " طبع على وجنتها قبلة حب ثم رحل . ايها الراحل كم من الحزن تركت في قلب صغيرتي ؟!!
 مرت الريح ولم تفتح الباب ..لعل في الريح ريح ليانا ..
 مرت الريح ولم تنقر على بابنا ..
 مر عيد مولد عبيري لكنه لم يكن يشبه أعياد ميلادها .. كان ينقصه الفرح .. وليانا ...!