كنت اظن ان امي لاتمرض .. لم ارها
ابدا تشکومن مرض، اوتبكي من ألم ،
اوتزور الطبيب ، او تذهب
الى المستشفى الا مرات نادرة تعود
فيها احدا ... هل لم تكن تمرض ؟!! لا
اظن .! فهي بشر ، والبشر يمرضون .
لكن أمي كانت طينة خاصة من
النساء . انجبتنا جميعا في البيت ،
على يد امها .. جدتي .. هي الاخرى
كانت سيدة عظيمة .. طرازا من
النساء لا يتكرر .. كانت تلد مواليدها
وهي ترعى الغنم والبقر ، وتعود
بهم الى بيتها ، وفي الصباح تخرج
لرعي ماشيتها ومولودها في
حضنها .. هي الاخرى لم تر في
حياتها لا مستشفى ، ولاطبيب ، بل
اظنها كرهت الاطباء منذ تسبب
طبيب اجنبي بالعمى الكامل لزوجها
بعد ان اجرى عملية لعينيه !!!!!

  بعد ان فقد جدنا النظر ، جمعتنا جدتي نحن احفاده .. كان عددنا كثيرا،.. وقالت لنا : 
      - انتم ضوء جدكم الان ..بدونكم هو يعيش في الظلام الدامس .
   فكنا نخرج به ، اذا اراد الذهاب لزيارة احد من بناته ، او زوجة من زوجاته ، ولم تكن جدتي تعارض، لكنه كان يحب امي اكثر من بقية بناته فكان يمكث عندنا اغلب اوقاته . وكنت احب 
  جدي ، لأنه كان يحكي لي الكثير من الحكايات ... وقد ادمنت قصصه ، كما عاقرت حكايا جدتي ، فلا يطرق النوم عيني مالم يحكيا لي كل ليلة حكاياتهما الشائقة ، والمخيفة في معظم الأحيان . وكنت اموت من الرعب ، وتصطك اسناني ، لكن في الليلة التالية اصر عليهما ان يحكيا لي نفس الحكاية ،أو اخرى اكثر رعبا ! 
    الحقيقة ، ان امي كائن مسالم ، لا تبدأ بخصومة ، ولاترد اساءة ، اوعلى مسيء . لكن ياويل من يقترب من احدمن اولادها ، خاصة البنات ، حينها ، وحينها فقط تتحول امي الى مخلوق شرس .. الى لبوة ، بانياب ، ومخالب ، تنبت لها عيون حمراء ، وتقدم على صهوة جواد جامح ، وتقبض على رقبة خصمها ، فلا تتركها الا بخدوش ، وجروح ، ورضوض