ربما لغرفة العمليات الجراحية ما تقدم من رهاب أوحى به مسماها المهني وما علق في الأذهان عنها من صور المباضع والمقصات والمشارط ، لكن ولها كذلك ما تأخر من رهبة تنتابك حين مرٱها ببواباتها الخضراء العريضة..
للوهلة الآولى تتصور أنك داخل إلى غرفة اختبار الموت ،
لكن  وما إن بستقبلك طاقم من ملائكة الرحمة المختصين بمختلف وظائفها الدقيقة ومساعدة الجراح والمريض سواء بسواء ، حتى تتيقن أنك داخل غرفة اختبار الحياة .. الحياة التي ترى وميضها متلألئا في بشاسة وحنان نظرات أفراد الطاقم الملائكي  .
يقول نجيب محفوظ: 
" ربما تقودك صدفة لم تبال بها ، إلى واقع لم تكن تحلم به "
ويمكنني البناء عليه بقول: 
ربما تقودك بقايا جرح دفين نسيته فثار وتورم ، إلى عافية تحتاجها . فلله جزيل الحمد على كرم العافية .

إنحناءة شكر وتقدير وعرفان للعاملين في غرفة عمليات مستشفى الجمهورية بعدن ، الذي وبرغم كل نواقصه وبرغم الإهمال الحكومي المعيب الذي طال كل شئ فيه حتى مرتبات الأطباء والممرضين( وحدث ولا حرج من فظاعة دلك الإهمال) ، لا يزال واحدا من أهم الصروح العلمية والطبية الحيوية في اليمن المحاصر . ولا يزال مرٱه الحزين ينشد ظهور دولة محترمة تحترم شعبها وحباة شعبها … 
هنالك ومن الخارج
 نظرت نحو المستشفى الحزين  وخاطبته مواسيا: 
نحن أيضا في مجتمعك ، تعوزنا غرفة عمليات جراحية خاصة موازية لما لديك ، فقد حان استئصال الورم السياسي الخبيث من بطن السياسة اليمنية- أسوأ وأفظع ما عرفت السياسة من بطون .!!