ما وراء زيارة السفير الأمريكي لوادي حضرموت بشكل مفاجئ ودون تنسيق مسبق؟
صوت عدن/ متابعات إخبارية:
نشر موقع عرب جورنال اليوم الأحد تقريرا مفصلا حول زيارة السفير الأمريكي إلى وادي محافظة حضرموت تحت عنوان "ما وراء زيارة السفير الأمريكي لوادي حضرموت بشكل مفاجئ ودون تنسيق مسبق؟" فيما يلي نصه:
بشكل مفاجئ ودون تنسيق مسبق وصل سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن ستيفن فاجن إلى وادي حضرموت جنوب شرقي البلاد، الأسبوع الماضي وسط تصاعد التوتر بين السعودية والإمارات على النفوذ في المحافظات الشرقية.
وتعدّ هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لسفير أمريكي إلى الوادي منذ عشر سنوات ما يعني أن لها دلالات تتجاوز بحث الجانب الأمني وملف الحرب على الإرهاب كما جرت عليه عادة زيارة المسئولين الأمريكيين ولقائهم بمسئولين يمنيين.
وتصاعد التوتر بين السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي خلال الآونة الأخيرة على خلفية وقوف الرياض ضد تمدد المجلس عسكريا إلى مناطق وادي حضرموت بعد سيطرته على كافة مناطق محافظتي شبوة وأبين العام الماضي.
ـ المارينز في حضرموت:
قبل وصول السفير بيومين كانت قوات من المارينز قد وصلت إلى الوادي دون تنسيق مسبق من الجهات اليمنية أيضا.
وفق وسائل إعلام محلية فإن فرقة من المارينز الأميركي مكونة من 20 عسكرياً وصلت فجر الاثنين إلى وادي حضرموت وزارت مدينة تريم التاريخية ومستشفى سيئون العام ومنطقة الغرفة غرب سيئون وتفقدوا عدداً من المدارس.
منذ أشهر تصل قوات أمريكية وبريطانية إلى محافظتي حضرموت والمهرة.
ـ مشروع أمريكي:
على رغم أن هذه الزيارة هي الأولى لسفير أمريكي إلى الوادي منذ عشر سنوات إلا أنها الثالثة لمحافظة حضرموت خلال الفترة الماضية. تكرار هذا النوع من الزيارات لمسئولين أمريكيين ومن دون تنسيق مسبق مع الجهات اليمنية وأيضا من دون ترتيبات أو حجز بروتكولي معهود أمور تشير إلى أن وراء الأكمة ما وراءها.
ما يؤكد ذلك أيضا هو أن زيارة السفير الأمريكي وتواجد قوات من المارينز جاءت بالتزامن مع وجود توجه جديد في كيفية إدارة المحافظة لذاتها. كانت السعودية قد شكلت قبل أشهر "مجلس حضرموت الوطني" ليتولى هذه المهمة.
لا شك أن هناك دوافع ومصالح دولية كبيرة في هذه المنطقة من بينها الجانب الأمني الذي يعد الدافع والمحرُك الأساسي للاهتمام الأوروبي وتحديدا الاهتمام الأمريكي.
من المهم الإشارة إلى أن المحافظات الشرقية ككل كانت قد شهدت نحو 15 زيارة لوفود أمريكية وبريطانية.
وفق خبراء يأتي هذا الاهتمام بتلك المحافظات في إطار تقاسم مكاسب الحرب.
وتبعا للخبراء فإن هذا الاصطلاح يقال قبيل الإعلان عن مبادرة السلام أو في خضمها أو في النهايات القريبة من طي صفحة الحرب.
ـ الصراع السعودي ـ الإماراتي:
من غير المستبعد أن تكون زيارة السفير الأمريكي إلى الوادي قد جاءت لدعم الموقف السعودي.
كان الوضع قد توتر كثيرا خلال الأشهر الماضية بين السعودي والمجلس الانتقالي الجنوبي على خلفية سعي الأخير للتمدد عسكريا باتجاه وادي حضرموت.
لمنع ذلك اتخذت الرياض عدة إجراءات من بينها تشكيل "مجلس حضرموت الوطني" ليكون حاملا للقضية الحضرمية التي أوجدتها المملكة من العدم وعملت على تغذيتها.
وجود قوات أمريكية في المناطق الخاضعة للتشكيلات العسكرية الموالية للسعودية سيحول ـ بلا شك ـ دون تقدم الانتقالي مجددا إلى تلك المناطق. كما أن وصول القوات الأمريكية إلى تلك المناطق، ينفي صلة التشكيلات المسيطرة عليها بالإرهاب وهي ذريعة الانتقالي للسيطرة على مناطق الوادي.
ـ مؤشر خطير:
من ناحية أخرى يعتقد القيادي في أنصارالله علي القحوم أن الوجود الأمريكي يشير إلى تصعيد عسكري قادم.
ويضيف القحوم في تصريح لقناة الميادين أنّ التواجد الأميركي "مؤشر خطير" ومرحلة جديدة من مسلسل العدوان والحصار والمؤامرة المستمرة على اليمن لافتاً إلى أنّ الوجود الأميركي يكشف "النوايا المبيتة والتحضير لمرحلة مقبلة من التصعيد العسكري".
ويذهب القحوم إلى أن القوات الأميركية جاءت أيضاً لخلق "حالة من التوازن بين السعودي والإماراتي" ومنع أي حالة من الاصطدام.
ويؤكد أن الوجود الأميركي المباشر "هدفه خلق واقع جديد تبنى عليه مؤامرات خطيرة ومستمرة" على اليمن أرضاً وإنساناً والمنطقة برمتها لافتاً إلى أنّ الوجود الأميركي البريطاني والفرنسي وبناء قواعد عسكرية في حضرموت وشبوة والمهرة وباب المندب وسقطرى هي "للتواجد المباشر".
ويشير القحوم إلى أنّ الوجود العسكري الغربي يمثل عملية "استباقية للتموضع في مناطق استراتيجية ومهمة على مستوى اليمن والمنطقة" مشيراً إلى أنّ "اليمن يمتلك حدوداً بحرية كبيرة تطلّ على أهم الممرات المائية، وهو شريك أساسي في الإتفاقات الدولية لحماية الملاحة البحرية الدولية وموقفها واضح ومعلن ورؤيتها للسلام واضحة ومعلنة وأبوابها مفتوحة".
ـ خلاصة:
على رغم التأكيد بأن زيارة السفير الأمريكي لوادي حضرموت تأتي في سياق جهود مكافحة الإرهاب وبحث الحالة الأمنية إلا أن المعطيات على الأرض تشير إلى أمور أخرى.
منذ سنين ولأسباب لا مجال لذكرها هنا لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية مهتمة بملف مكافحة الإرهاب في اليمن.
وبعيدا عن سبب زيارة السفير وتواجد القوات الأمريكية والبريطانية في المحافظات الشرقية، فإنه ـ بلا شك ـ منسجم مع المشروع السعودي في تلك المحافظات.