إن تحدثنا عن الصداقة فهي عملة نادرة في هذا الزمن المخيف الذي يوجد به الكثير من الغدر والخيانة.. وقدرأينا نماذج عديدةلذلك ...
ولكن إذا كنت تمتلك صديقا او صديقة حقيقيين فتمسك بهما ، او بمعنى أصح تشبث بهما بأسنانك كما يقال .  فالأصدقاء الأوفياء(جواهر خالدة) كنوز الله في الأرض ليس لهم مثيل...   
 وقد حباني الله بصديقتي نورا حفظها الله ..فلم أر أحدا بطيبة قلبها ونقائه.. إنسانة بسيطة غير متكلفة، تحب الجميع وتحب الخير لهم، فهي عشرة عمري الممتدة واحدا وعشرين عاماً !!!!!!! 
إنه رقم كبير ...فأنا لا أتخيل بأن صداقتنا قد مر عليها كل هذا الزمن ؟! 
  في الماضي عندما كنت اسمع من والدي وهويعرفني بصديق من اصدقائه ويقول لي هذا صديقي من عشرين عاماً ، او إلى آخر هذا صديقي من أربعين عاما .. اشعر بالذهول من هول الرقم فهو عمر طويل لكي يلتزم الطرفان بصداقتهما كل هذه السنين .. 
والآن عندما كبرت شعرت بقيمة التجربة التي مر بها ...وقيمة ماكان يقوله لي ..
ان تبقى مع صديق لك كل هذه المدة فاعلم أنه إِنسان رائع.. فهو يفهمك من دون أن تتحدث ويعلم ما تحب وما تكره ، يدافع عنك في غيابك لا يقبل من أحد أن يشوه سمعتك ويعتبر كل مايؤذيك يؤذيه، يحبك دون مقابل او مصالح شخصية ..لايغيره الزمان ولا التحولات الخارجية. 
 عندما قررت السفر في اغسطس ٢٠١٠ متجهة إلى دمشق ثم إلى مصر ومكثت فيها لأكثر من ثلاث عشرة سنة كان الموقف صعبا علينا انا وصديقتي نورا.. فنحن لم نعتد على الفراق، كنا نذرف الدموع ونحس الم اننا لن نرى بعضنا ..لكم من الأعوام؟ الله وحده يعلم...
لكن الله من علينا باللقاء مرتين في مصر.
رغم السنين وبعد المسافات  لم نتغير ابدا ، لم تستطع اي صديقة أخرى أن تحتل قلب واحدة منا ، كنا في قلب بعضنا،  لم تستطع أخرى أن تأخذ مكانها او تحتل عرشها في فؤادي. 
يكفيني بأنها لم تطعني في ظهري لأن هذا اكثر ما يؤلمني في الحياة ...
    كلما اسمع عن غدر الاصدقاء اقول (الحمدلله على نعمة نورا الذي وهبني إياها ) 
أجمل ما أحبه في صداقتنا بأننا ولا مرة تشاجرنا ، دائما ما نكون متفاهمتين وعلى وئام ، فكلتانا تعرف الأخرى من صوتها.. إذا كانت حزينة ام لا ...
مهما حاولنا أن نخفي حزننا لكي لا نُحمل بعضنا ما ليس بطاقتنا ، لكنه سرعان مايكشف عن نفسه ..
رزقني الله بالحاسة السادسة وانا اؤمن بها جدا لأنها تجعلني قريبة إلى من احبهم حتى وإن كنت بعيدة ..فأنا اشعر بها واعلم ما يحدث معها دون أن تتكلم،  فعندما احدثها تُصاب بالذهول وتقول لي كم أحب هذه الميزة فيك . 
فأنا لا أريد أن يصيبها مكروه واريدها دوما ً بسعادة وفرح. 
هي اكثر من يشجعني على الكتابة وتحفزني دائما كل ما تقرأ لي مقالا نُشر 
ولذلك اعتبر علاقتي بها تعدت مرحلة الصداقة .. واشعر بأنها اختي الغالية .
ولأن اليوم  ٢٠٢٣/١٢/٥  هو عيد ميلادها أحببت أن أعبر لها عن حبي وامتناني واتمنى لها عاما سعيدا ، والصحة والعافية والعمر المديد.
                     *****
(صادق صديقاً صادقاً في صدقه 
فصدق الصداقة في صديقٍ صادقٍ )
     وبهذا اختم ...