بعد عودتنا من الدراسة في الخارج كنا نجلس مع اصحابنا ونروي حكايات واحداث وذكريات ،،وكان بوحمد اكثر استماعا وانسجاما ومتابعة من الآخرين وربما يعود ذلك لمعرفته بالأماكن التي تدور فيها تلك الحكايات لكونه عاش ودرس هناك،،،لكنه تعلق بشخصية قاسم التي سمعها تتكرر في الحديث اكثر من مرة،،،
ظل بوحمد لفترة يسأل عن قاسم واحواله رغم انه لم يلتقيه ولايعرفه،،،،
وذات يوم جاء بوحمد إلى عدن وبينما كنا نسير في شارع السيلة امام المتحف العسكري في كريتر فإذا بقاسم واقف امامنا فقلت له: هذا هوصاحبك الذي كثيرا ما تسأل عنه،،
 وقفنا لتحية قاسم وعرض علينا ان نتغذى معه ونخزن،،،اي نتعاطى القات،،،فشكرناه على دعوته واعتذرنا له وذهبنا لحال سبيلنا،،،وخرج بوحمد بأنطباع طيب عن الرجل فقال عنه انه شخص لطيف،،،
بعد اشهر مات قاسم فكان لابد من اخبار بوحمد الذي ترحم عليه وقرأ الفاتحة على روحه ومع ذلك ظل يذكره بين وقت وآخر، ، وجاءت اوقات وكأن بوحمد نسي المرحوم ولم يعد يذكره،،،،
بعد حوالي عام اونحوه كنا مجموعة في رحلة لزيارة احد الاصدقاء وكان بوحمد بيننا والذي فاجأنا بسؤاله:
  -كيف حال المرحوم قاسم؟
 نظربعضنا إلى بعض وانفجرنا ضاحكين ....!