دخلت الحرب على غزة شهرها الخامس وزادت شراستها وأصبحت اكثر عنفا وسخونة عن ذي قبل ومع ذلك لم يحقق الجيش الاسرائيلي نصرا يحسب له وخسر الكثير من قواته الضاربة التي كان يعتمد عليها مزهوا في حروبه السابقة،
 واسقط الفلسطينيون بمقاومتهم وصمودهم اسطورة الجيش الذي قيل عنه ذات يوم انه لايقهر،،،،ولم يحقق ايا من اهدافه باستثناء هدم البيوت على رءوس ساكنيها والضحايا كالعادة هم المدنيين واغلبهم من النساء والاطفال وكبار السن اضافة لتخريب وتعطيل البنية التحية ومنع مقومات الحياة من ماء وغذاء ووقود وكهرباء بحيث انه حول غزة لمكان غير آمن وغير قابل للحياة فيه وأمعن في تعذيب الفلسطينيين وتشريدهم من مكان الى آخر، ولم تسلم من قصفه حتى الأماكن التي وجه الفلسطينيين اليها والتي قال عنها انها آمنة، ،،،وحتى المدارس والمستشفيات ومقرات الامم المتحدة وخيم اللاجئين لم تسلم هي الاخرى من بطشه وعدوانيته وكان ولايزال يرتكب جرائم حرب بشكل مستمر بقنصه للمواطنين الذين يحتمون بهذه المؤسسات ويمنع طواقم الاسعاف من تقديم المساعدة لهم ونقلهم للمستشفيات لتلقي العلاج بماتيسر من الدواء. ولم تعد المستفيات قادرة على فعل شيء،،،ولم تكن القوات الاسرائيلية تلتزم او تحترم قوانين الحرب المتعارف عليها فقد وجهت نيران اسلحتها لطواقم الاسعاف والصحفيين، ،،،،
وحتى الآن قامت اسرائيل بهدم وتخريب اكثر من 60% من البنى التحتية واقترب عدد الشهداء من 30 الفا وتجاوز عدد الجرحى مائة الف جلهم من المواطنين فقط لمجرد كونهم فلسطينين،،  ومعروف ان غزة بحجمها الصغير هي الاكثر اكتظاظا بالسكان في العالم،،،،،،

على مستوى الداخل الاسرائيلي احدثت الحرب ازمات واختلافات جمة على كل المستويات سياسيا واقتصاديا وماليا وعلى كافة الاصعده بفعل اليمين المتطرف الذي يمسك بزمام الامور ولم تعد الحكومه تقبل حتى مظاهرات اسر المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية
والمطالبين بانقاذ ذويهم من خلال صفقة مع المقاومة بل اتهموهم بأعاقة العمل العظيم الذي يقوم به الجيش والاجهزة الامنية الاخرى وتعرض عرب الداخل حاملي الجواز الاسرائيلي والذين يبلغ عددهم ثلاثة ملايين ويشكلون اكثر من 20% من عدد السكان الى شتى صنوف المضايقة والتنكيل بحرمانهم من اعمالهم وتضييق الحياة عليهم وفصل الطلاب من جامعاتهم وتعريضهم للتحقيق والسجن لمجرد انهم ابدوا تعاطفا مع شعبهم الفلسطيني،،،،وهذا الامر ليس مستغربا فاسرائيل تعلن ومنذسنوات انها دولة خاصة باليهود وتطالب العالم الاعتراف بها على هذا الاساس،،،،ومن غير المعروف حتى الآن ماهو مصير هؤلاء العرب في المستقبل،،،،،

كان سكان رفح على الحدود مع مصر محدودا بسبب رقعة الارض. التي لاتتجاوز 60 كيلو مترا مربعا ويتجاوز سكانها الآن مليونا واربعمائة من المنتقلين اليها قسرا من مناطق غزة المختلفة ويخطط نتنايهو لاجتياح رفح عسكريا مع ما يحمله ذلك من مخاطر جمة للفلسطينيين هناك ثم ان هناك خطر آخر يهدد الامن القومي المصري وحتى الاردني واي احتكاك غيرمحسوب على الحدود مع مصر سيجر المنطقة الى حرب لن تستطيع اسرائيل الصمود فيها لأن الجيش المصري سيتمكن من سحقها بسرعة نظرا لما هي فيه من ضعف الآن،،،على ان الاخطر من كل هذا لوتوسعت الحرب ودخلت اطراف وبلدان اخرى فيها،،،ولن ينفعهم حينها المدد الامريكي والغربي الذي لا يتوقف،،،،
يظل الشعب الفلسطيني متمسكا بارضه  رغم كل الظروف الصعبة التي احاطت به ولايفكر في الهروب الى سيناء مثلا لانه يدرك ان اي تهجير جديد سيعد نكبة جديدة وان لا عودة بعدها لوطنه فلسطين ولهذا فلايمكن له ان يشارك في دفن قضيته بنفسه وسيظل صامدا فلا خيار لديه اما ان ينتصر او ينتصر وليس لديه خيارات اخرى،،،
تحية للشعب الفلسطيني المقاوم الصامد الذي يقدم للعالم امثلة في الصبر والثبات.