مهدت الهجرة اليهودية لفلسطين بعد وعد بلفور وبمساعدة قوى الغرب الاستعمارية الطريق لقيام اسرائيل،،، عندما اصطدمت المنظمات الصهيونية المسلحة برفض أصحاب الأرض العرب الفلسطينيين الاستيلاء على اراضيهم وبيوتهم واملاكهم الاخرى فقد مارست المزيد من القوة والعنف وقامت بقتل وتشريد وتهجير ثلثي الفلسطينيين في ظروف غير متكافئة بين مواطنين مسالمين بعضهم مسلح بأسلحة بدائية وصهاينة مسلحين بأسلحة حديثة ومدعومين من دول الغرب الاستعماري، فتم لهم الاستيلاء على اكثر من نصف فلسطين التي اعلنوا عليها دولتهم اسرائيل عام 1948، وتسابقت دول الغرب للاعتراف باسرائيل. وكان قد اصدر من خلال الأمم المتحده قرار تقسيم ارض فلسطين بين العرب واليهود ، الأمر الذي رفضه العرب، ،،،
يقول بعض السذج ان العرب اضاعوا فرصتهم في اقامة دولة خاصة بهم برفضهم قرار التقسيم، والواقع يقول خلاف ذلك فلم يكن ذلك ممكنا لأن خطة اليهود تقوم منذ البداية على الاستيلاء على كل فلسطين. واكثر من ذلك هم يريدون إقامة دولة يهودية لهم من النيل للفرات،،
                         ()
اصبحت غزة تدار من قبل مصر، والضفة الغربية تتبع الادارة الاردنية حتى حرب يونيو حزيران 1967 عندما تمكنت اسرائيل من احتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة،،،،وقبل الحرب بعامين كانت قد ظهرت "فتح" كأول فصيل فلسطيني مقاوم للاحتلال ثم ظهرت بعد ذلك بقية المنظمات كحركة تحرر وطني فلسطيني ومنظمة التحرير،،،،
                        ()
وبعيدا عن التفاصيل وهي كثيره فقد كانت فكرة بناء دولة فلسطينية تثار بين وقت وآخر. وحسب الظروف السياسية وكانت اسرائيل تزداد قوة ونفوذا على المستوى الداخلي واكثر توغلا في الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية وبهذا الصدد تقول هيلين توماس:
اليهود يسيطرون على اعلامنا وصحافتنا ويسيطرون على البيت الابيض،،،،
اثيرت مسألة الحقوق الفلسطينية في محادثات "كامب ديفيد" لكن لم يسفر عنهاشيئا ملموسا بسبب تعنت اسرائيل وانحياز امريكا لصالح اسرائيل، ،،،وحتى مباحثات "اوسلو" بين الفلسطينيين. والاسرائيليين في التسعينات وماتبعها من اتفاق لم يستفد منه الفلسطينيون والعرب وقد تم بموجب هذا الاتفاق شطب الكفاح المسلح من وثائق منظمة التحرير الى جانب أشياء اخرى،،،،
                         ()
ان اسرائيل بعد احداث السابع من اكتوبر وحربها على غزة ليست كما قبله، ،،لأن ماحدث في اكتوبر كان كارثة لإسرائيل بكل المقاييس فضح هشاشة اسرائيل وجيشها الذي لايقهر وامنها الذي فشل بالتنبوء بالهجوم ومنعه او تقليل اضراره على الأقل ، وجاءت حرب اسرائيل على غزة لتكشف المزيد عن ازمات اسرائيل الكثيرة والمعقدة،،،وليس بمقدورها تحمل تبعات ماحدث في السابع من اكتوبر وحربها على غزة ولن تستطيع الاستمرار كدولة كانت لها السطوة واليد العليا في المنطقة، وتبدو للناظر كما لو انها تموت بالتدريج وان كان ببطء رغم محاولات انعاشها من قبل امريكا والغرب ومدها باسباب البقاء بعد ان اصبحت منكسرة ومهزومة...
                        ()

تطرح في الاونه الأخيرة آراء وافكار بشأن حل الدولة الفلسطينية من قبل الامريكان وحلفائهم الأوروبيين ورغم انها لاتلبي طموحات الفلسطينيين فأنها مرفوضة من قبل اسرائيل حتى قبل طرحها،،،لأن موقف اسرائيل الرافض للدولة الفلسطينية الآن وفي المستقبل ينسجم مع خطة "برنارد لويس" التي وافق عليها الكونجرس واصبحت سياسة امريكية عليا لتحقيق حلم اسرائيل من النيل للفرات وتنسجم مع مشروع الشرق الأوسط الجديد،،،،

ويبقى الأمر مرهونا بالشعب الفلسطيني المقاوم وصموده لتحقيق اهدافه الآنية والمستقبلية،،،،،،