هل تحول التكريم في بلدنا من فرح بهجة إلى هم وغم ومن رفع قيمة وشأن المكرم إلى إهماله في اقسى واصعب مواقف حياته كالفقر والمرض
 في البدء لابد من القول إن كثير من شهادات التكريم تمنح من قبل قياداتنا لمن لا علاقة لهم بالتكريم لا من قريب أو بعيد اللهم العلاقة الحزبية أو القبلية الأسرية أو المناطقية وحتى الشللية أو المصلحه
في الوقت الذي تقف فيه طوابير المستحقين للتكريم في انتظار من يطلبها لا تجد من يقول لها السلام عليكم كيف حالكم وبدلا من انتظارهم طعم الشهد لم يجدوا سوى طعم المرارة في حلوقهم وضياع ما تبقى من سنوات عمرهم في الإهمال والتهميش والخذلان.
  اذا كان ذلك بالنسبة للمكرمين العاديين فكيف بالنسبه للمكرمين من القمم الشاهقه وهم كثر لكني ساقتصر على بعضهم
من منا لا يعرف الشاعر الأديب ومعلم الأجيال لطفي جعفر امان الذي تولى العديد من المناصب الحكوميه آخرها نائب وزير التربية والتعليم فادارها بحنكه وكفاءه واقتدار وعندما هاجمه المرض وشل حركته وكاد أن يسبب له الشلل التام لم يجد أحد من طلبته وقد أصبحوا في مناصب قيادية يسأله كيف يمكن لنا مساعدتك يا استاذ عندها انسحب بهدوء وذهب الى القاهره للعلاج على نفقته الخاصة ولم يكن لديه ما يكفي وكانت زوجته تقوم بتمريضه وقال البعض أنهم شاهدوها وهي تقوم بتقليبه فوق فراش المرض خوفا من تقرح الفراش 
 وهناك شاعرنا الكبير عبد العزيز المقالح الاديب ومربي الأجيال عندما هاجمه المرض سكت من حوله فذهب إلى المستشفيات الخاصة للعلاج على نفقته الخاصه

 كان دخل الأعمال التي. يديرها  يساعده في الصرف لكن عندما كان الماء يزيد على الطحين كان البعض من حوله يصيح طالبا الدعم فيتقدم عدد من رجال المال والأعمال والثقافه للمساعده 
هناك ايقونه الصحافه اليمنيه عبدالله عبدالاله اطلعنا على ما جاء في شهاده تكريمه بوسام الاخلاص الموقع من قبل الاخ حيدر العطاس الرئيس وفيها...تكريما للاخ عبدالله عبدالاله وتقدير روح
الاقدام والتضحيه من أجل انتصار الثوره والدفاع عن الوطن وحمايه مكاسب الشعب قررت هيئه رئاسه مجلس الشعب الاعلى استحقاقه وسام الاخلاص...عندما هاجم المرض اللعين الخطير زميلنا الغالي عبدالله عبدالاله لم ينفعه الوسام في حبه دواء كما قال لنا وداخ الف دوخه في الداخل والخارج وهو يبحث عن علاج لمرضه الخطير وما زال..حصل على عشره دنانير بعد الوسام قطعت يوم الوحده
زميلنا العزيز الغالي صالح الدابيه الصحفي القدير المعروف حصل على نفس الوسام والدنانير نفسها لبضعه اشهر قطعت بعدها الى يومنا هذا
في كل ما قلته لم احس بالوجع والعذاب والقهر الا عند معرفتي بما حدث للعزيزه الغاليه ابنتنا فوزيه محمد جعفر التي بذلت ما في وسعها لخدمه شعبها ووطنها وسكبت رحيق زهرها لتروي شجرة الحريه
لبلدها وتولت اداره المدارس لثلاثين سنه وكرمت بوسام الثلاثين من نوفمبر وعندما هاجم المرض بصرها لم تجد من يحميها من شراسته ونجح في استلاب  بصرها وتركها عمياء حتى الآن
لنا عوده 
 لموضوع التكريم هناك أمور هامة لابد من تناولها