رحم الله المناضل حسين الحداد
فقدت عدن وفقد الوطن احد رجاله الاوفياء من المناضلين الأوائل، ضد المستعمر الغاشم، المناضل الوطني العدني حسين عبدة عبدالله الحداد، رئيس جبهة التحرير. فارقنا لدار الاخرة، وترك خلفه سجل حافل غني بالنضال والتضحية، حمل قضية وطنية بامتياز، رفضا للاستعمار، تواقا للحرية والسيادة، ومع بزوغ فجر 30 من نوفمبر يوم تحقيق الحلم، وجد نفسه ورفاقه في فتنة وحرب اهلية، ارغمتهم على ترك الوطن الى شماله، وحلو في تعز، وهو وعدد كبير من رفاق الكفاح المسلح نذكر منهم ناصر عرجي واخوه صالح عرجي ، فاحتضنتهم تعز كما احتضنت رفاقهم في النضال من الجبهة القومية، الذين ارغموهم على الهجرة، تعز التي رعت مناضلي ثورة اكتوبر وفتحت لهم المعسكرات وسلحتهم، واحتضنت مؤتمراتهم ولقاءاتهم، ورعت تحركاتهم مع الدول العربية ودول القرار العالمي، من تعز خطب الزعيم جمال عبد الناصر يدعو بريطانيا للرحيل من ارض الجنوب( على بريطانيا ان تأخذ عصاها وترحل من الجنوب).
ظل المناضل حسين عبده عبدالله الحداد وفيا لقضيته العدنية وهو منفيا عن ارضه، ومثله الكثير ممن تم تهجيرهم من ارضهم عدن وبعض مناطق الجنوب ، حرموا من مستحقاتهم، اممت مساكنهم، نهبت ممتلكاتهم، محاولة طمس سجل نضالهم، انهم رجال جبهة التحرير الاوائل، الذين عرفتهم عدن صناديد جنبا الى جنب مع رفاق السلاح الجبهة القومية في وجه مستعمرا غاشم، قدموا دمائهم واموالهم من اجل فجر الحرية، نفذوا عدد من العمليات العسكرية منها قنبلة المطار في 10 ديسمبر63م ، نفذها المناضل خليفة عبدالله خليفة، فكان جزائهم الاعتقال والاغتيالات والتهجير والاقصاء والحرمان من المستحقات والاستحقاقات .
واستمر نضالهم من الخارج، حتى عادوا لأرض الوطن فجر اعلان الوحدة اليمنية، التي اتاحت مساحة واسع من الحرية والتعدد السياسي، وما زلت اتذكر لقاءاتنا ببعضهم، اتذكر المناضل الكبير ناصر عرجي وهو يحكي لنا مسيرة نضال محفوفة بالمخاطر، والم الغربة والتهجير، و كم كانوا ورفاقه يشتاقون لأرضهم ومدينتهم عدن، وكانت لقاءاتنا بالمناضل حسين حداد تضيف لنا الكثير من تلك الحياة المليئة بالالم والشوق والحنين، والتوق للعودة للأرض التي حلموا بها.
لم يكن حسين عبدة عبدالله الحداد سوى مسيرة حافلة بالتحديات والاعتقال والعمل التنظيمي كرئيس لجبهة التحرير، والمشاركة في الاحداث الوطنية، ما كان الا قيادي ذو دور بارز ورمز للثبات على المبدأ والقيم التي ناضلوا من اجلها شارك في الحوار الوطني داعما لعدن وقضيتها المنسية، حالما باستعادة دورها كمنارة ثقافية ونضالية ترسم مستقبل امن لوطن جريح، تجاذبته الايدلوجيا والصراعات والفتن والحروب، وما زالت الدماء فيه تسفك والصراعات البينية تجد من يغديها، ومن يرسخها على الارض، لمزيد من الشروخ والوجع.
رحم الله المناضلين الاوائل واخراهم المناضل الكبير حسين عبدة عبدالله الحداد الذي رحل عنا بعد مرض عضال، كثرت المناشدات لعلاجه وانقاذه ولكن لم تلقى أي تجاوب واذان صاغية ، فارتاح من العذاب بعد ان اوفته المنية، شهيدا عند ربه يرزق بتاريخ حافل بالنضال.
وانا لله وانا اليه راجعون