‏تجاربنا التاريخية تؤكد أن أي حرب في منطقتنا لا تُحسم خلال ستين يومًا، لا تعود حربَ حسم، بل تتحوّل إلى أزمة طويلة مفتوحة العواقب، يتعامل معها العالم بمنطق إدارة الأزمات لا حلّها؛ تُستثمر فيها المعاناة، وتُدار على إيقاع الشدّ والجذب والمساومات.
‏ومع اقتراب الحرب في المحافظات الشرقية من إتمام شهرها الأول، فإننا نقترب سريعًا من هذا السيناريو المفتوح على الاستنزاف وعلى كلّ الاحتمالات.
‏ويبقى أن نقول: إن كل حرب غير محسومة سريعاً في منطقتنا تُنجب حروبًا أخرى.

‏وقد لخّص شاعر الجاهلية زهير بن أبي سُلمى هذه الحقيقة منذ قرون، حين قال:

‏وما الحربُ إلا ما علمتم وذُقتمُ
‏وما هو عنها بالحديثِ المُرجَّمِ

‏متى تبعثوها تبعثوها ذميمةً
‏وتَضرى إذا ضريتموها فتَضرِمِ

‏فتعرككم عركَ الرحى بثفالِها
‏وتَلقَحْ كِشافًا ثم تُنتِجْ فتُتْئِمِ

‏فتُنتِجْ لكم غِلمانَ أشأمَ كلُّهم
‏كأحمرِ عادٍ ثم تُرضِعْ فتُفْطِمِ

‏وسلامتكم