متابعات :

في هذا الموضوع قالت الدكتورة جيهان فليمون خبير إرشاد أسري،

إنه قد يتعجب البعض من الحديث عن أهمية تدريب الطفل على الاختيار واتخاذ القرار ، ولكنها ذات أهمية كبيرة في تكوين شخصية الطفل، ويأتي ذلك تحت رعاية الأسرة، لتساعده على اكتساب خبرات مستقبلية أكثر أهمية لحياته، و تساعده في تكوين شخصية مستقلة غير مسلوبة الإرادة، كذلك تساعد الشخص فى المستقبل على صنع قرار أكثر أهمية مثل اختيار دراستة ومجال عملة واختيار شريك الحياة وهى كلها قرارات في غاية الأهمية لاستقرار الحياة ، وأيضا حماية الطفل من الانقياد خلف الآراء الخاطئة لاقرانه، بالإضافة إلى اكتساب خبرة تحمل مسؤولية نتائج اختياراته وكيفية معالجتها ان كانت غير صائبة، هذا بالإضافة إلى إتاحة الفرص أمام الطفل للتفكير و للتعبير عن رأيه ، فضلا عن حماية الطفل من استغلال الآخرين له والتسلط عليه، وأيضا تكوين شخصية سويه لدى الطفل من الصغر ، و اكتساب خبرات جمع المعلومات و التدقيق والتفكير قبل اختيار القرار، كذلك يساعد الطفل علي اختيار الأصدقاء بطريقة صحيحة، كما يكتسب الطفل خبرة القول “لا” ورفض كل ما هو يؤذيه أو يضره، وأيضا تكوين شخصية واثقة بأنها قادرة علي الاختيار و اتخاذ القرار.

أضافت خبير الإرشاد الأسري، أنه علينا ألا ننسى أن الله خلق الانسان علي صورته وشبه له فكر وإرادة ومشاعر وينبغي أن ندرب الطفل علي استخدام إرادته وفكره ونرى الله فى كل مجده يتيح الفرصة للإنسان في اتخاذ قرارته بكامل إرادته حتى في اختيار عبادته له لم يجبر الإنسان علي ذلك.

ووجهت الدكتورة جيهان فليمون نداء لكل الآباء أن الأبناء هبة وعطية من الله علينا بأن نكون أمناء على عطية الله لنا ونسدد احتياجاتهم النفسية من حب ، رعاية ، تشجيع ، مدح ، مساحة من الحرية للتعبير عن الرأى ، وقت ، وإصغاء
وقدمت خبير الإرشاد الأسري إجابة على السؤال “من أين يبدأ الطفل الاختيار واتخاذ القرار؟ فقالت ، إن ذلك من خلال غرس الثقة بالنفس، وبحسب عالم النفس إدلر يقول “من حضن الأم تبدأ الثقة بالنفس ” فإذا حصل الطفل علي احتياجه النفسي من الحب والأمان يتكون لديه الثقة بالنفس مما يساعد الطفل في نجاحه بالمرحلة التالية من طفولته “بحسب المراحل العمرية لعالم النفس أريكسون” وهى مرحلة الاستقلال حينما يريد الطفل التحرك بحرية ويبدأ فى محاولات أن “يحبي على الأرض” بعيدا عن أمه ويتعلم المشي عندئذ يكون نجح في اتخاذ قرار الاستقلال وهذه أولى الخطوات.

وعن تدريب الطفل على اتخاذ القرارات أكدت أن ذلك من خلال ، إتاحة الفرصة للطفل أن يختار الأشياء البسيطة التى يمكن أن يدركها بحسب المرحلة العمرية مثل اختيار نوعية الأكل أو ألوان لعبة ما ثم نتدرج لاختيار ملابسه، و مساعدة الطفل من خلال وضع عدة اختيارات ليتخذ قرار من بينهم فقد لا يستطيع الطفل فى وسط زحام الألعاب أو الملابس أو حتى كثرة الزملاء اختيار أحدهم لذا من الضرورى وضع عدة بدائل حتى يختار منها الطفل بحريته ، وكذلك في اختيار ألعابه كأننا نقول له “مارأيك فى هاتين اللعبتين؟”، هذه يمكن أن تكون منها بيت صغير ذات ألوان جميلة كما فى الشكل والأخرى يمكن أن تكون منها عربية وتضع بها عجلات ماذا تختار ؟
، كذلك مساعدة الطفل عند اختيارات أكثر مسؤولية من خلال طرح معلومات كافية عن الأشياء التى يختار منها حتي يتكون لديه معلومات يستطيع الاختيار علي أساسها وذلك من خلال شرح كاف للطفل عن كل اختيار ، تنشيط ذهن الطفل لمعرفة نتائج كل قرار من القرارات التى يتخذها، وأيضا مناقشة الطفل عند اختيار قرارات لها نتائج غير صائبة والتأكيد على تحمله النتيجة مثلا عند اختيار الطفل اللعب دون أن يقوم بعمل واجباته، فعلى سبيل المثال نقول ماذا ستفعل عندما يطلع المعلم على واجباتك ولم يجدها ؟ هل المعلم سوف يعاقبك؟ وما العقاب الذي ستناله ؟ أنت من يتحمل نتيجة قرار اللعب وعدم أداء الواجب وليس كذلك فقط ولكن ماذا عن مستواك الدراسي بالرغم من إنك ذكي؟.
وهناك نقطة أخرى، فعند تشبث الطفل بقرار غير صائب لا نصحح أخطائه بل نساعده على تصحيحها بنفسه ليتعلم تحمل المسؤولية تجاه قرارته ويتكون لديه الخبرة ، مثل الطفل الذي يصمم علي قرار لعب الكورة بجوار “فازه” وبعد مناقشته يعلم أنها سوف تنكسر أقول له “إذا كسرت الفازه هاتدفع ثمنها من مصروفك”. وبالفعل يتم التنفيذ حتي يتحمل مسؤولية قراراته الغير صائبة، كذلك نعمل على تقييم الاختيارات والقرارات الصائبة التى يتخذها الطفل من خلال تعبيرات تزرع فيه الثقة مثل “قرار هايل أو بجد اخترت صح او برافو عرفت تختار”، واذا كان القرار غير صائب نقوم بتقيم القرار اعتقد انه ليس قرار جيد.