صوت عدن / وكالات: 

اختتمت أول قمة بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في مدينة جنيف السويسرية.

وجاءت هذه القمة وهي الأولى بين الرئيسين منذ تولي بايدن الرئاسة الأمريكية، في وقت وصف فيه الجانبان علاقات البلدين بأنها في أسوأ حالاتها.

ووصف الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي بعد ختام القمة المحادثات بأنها كانت "بناءة"، مرجحا أنها خلت تماما من أي لهجة "عدائية".

وأكد بوتين أن كلا الجانبين اتفقا على عودة سفيري البلدين إلى موقعيهما وإعادة الدبلوماسيين الذين تم طردهم من قبل واشنطن وموسكو في الفترة الأخيرة.

وقال بوتين: "أعتقد أن مثل هذه الاجتماعات والزيارات ينبغي أن تنعقد في الظروف المناسبة"، لكنه أشار إلى أنه لم يتلق دعوة من نظيره الأمريكي جو بايدن لزيارة الولايات المتحدة.

وردا على سؤال بشأن: هل ناقش مع جو بايدن إمكانية انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، قال بوتين: "تطرقنا إلى ذلك".

ولدى سؤاله عن الهجمات الإلكترونية التي تعتبر من بين القضايا الخلافية بين الولايات المتحدة وروسيا، شدد الرئيس الروسي على أنه هو ونظيره الأمريكي "ملتزمان بمناقشة" قضايا الأمن الإلكتروني.

وأضاف: "لا أعتقد أن الولايات المتحدة مهتمة بالنظر في هذا الأمر"، في إشارة إلى المزاعم الأمريكية بأن الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها مؤسسات في الولايات المتحدة تم تنفيذها من روسيا.

وقال إن روسيا سلمت للولايات المتحدة معلومات وافية عن الهجوم الإلكتروني المزعوم، لكن واشنطن لم ترد.

وأوضح أيضا أن "الولايات المتحدة لا يصدر عنها سوى تلميحات بينما نحتاج إلى إجراء مشاورات مع خبراء".

يأتي ذلك في نهاية الرحلة الخارجية الأولى لبايدن كرئيس للولايات المتحدة، بعد مشاركته أيضا في اجتماعات مع قادة مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي.

وكان بايدن قد أكد قبل قمة جنيف، أنه يحظى بدعم شركائه الغربيين.

وعقدت القمة في فيلا تطل على بحيرة جنيف.

ويعود اختيار جنيف كمكان للاجتماع إلى قمة الحرب الباردة بين الرئيس الأمريكي، رونالد ريغان، والزعيم السوفيتي، ميخائيل غورباتشوف، في عام 1985.

وعلى الرغم من ذلك يوجد احتمال ضئيل في أن تتطابق قمة الأربعاء مع تلك القمة السابقة، إما من أجل التواصل الشخصي أو إذابة جمود العلاقات السياسية، حسبما ذكرت سارة رينفورد، مراسلة بي بي سي في موسكو.

تأتي المحادثات في الوقت الذي وصف فيه الجانبان علاقات البلدين بأنها في أسوأ حالاتها

وقال يوري أوشاكوف مستشار بوتين للشؤون الخارجية خلال مؤتمر صحفي في موسكو إن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا "وصلت إلى طريق مسدود"، وليس هناك ما يدعو إلى "الكثير" من التفاؤل.

ولا يوجد حاليا سفير أمريكي في روسيا أو العكس، كما أدرجت روسيا مؤخرا الولايات المتحدة على قائمتها الرسمية لـ "الدول غير الصديقة".

وعلى الرغم من ذلك قال بوتين للتلفزيون الحكومي إن ثمة "قضايا يمكننا التعاون فيها"، بدءا من المحادثات الجديدة للحد من الأسلحة النووية، ومناقشة النزاعات الإقليمية بما في ذلك سوريا وليبيا، والتغير المناخي.

وقال: "إذا استطعنا وضع آليات للعمل بشأن هذه القضايا، فأعتقد أنه سيكون بالإمكان وقتها إعلان أن القمة لم تذهب سدى".

وأرسلت الولايات المتحدة رسائل مماثلة.

وقال مسؤول كبير للصحفيين إنهم "لا يتوقعون تحقيق كثير من الإنجازات في هذا الاجتماع".

بيد أن بايدن قال إنها خطوة مهمة إذا كان البلدان بمقدورهما التوصل إلى حالة "استقرار وقدرة على التنبؤ" في علاقاتهما في نهاية المطاف.

وأضاف أنه يأمل في العمل مع بوتين في مجالات يكون فيها التعاون في مصلحة البلدين.

وكان الرئيس الأمريكي قد وصف الرئيس الروسي، قبل انعقاد المحادثات، بأنه "خصم جدير بالاحترام"، بعد أن سبق ووصفه بأنه "قاتل".