صوت عدن / تقرير خاص: 

ليست هذه عدن التي نعرفها ونحبها وارتبطنا بها وألفنا العيش فيها وسكنت قلوبنا في زمن كانت فيه مدينة منظمة ، نشطة ، آمنة ، مزدهرة ورائدة في كل المجالات وسباقة في التحديث والتطوير وفيها يجد الناس العيش الكريم ويحصلون على كل الخدمات المرتبطة بحياتهم اليومية في ظلال الأمن والأمان والعدل والتسامح والنظام والحقوق والحريات والرقي بكل التفاصيل التي تكفلها القوانين الدولية كمدينة عالمية تنعم بالرخاء والسكينة.

تلك خلاصة ما تحدث به كثير من أهالي عدن الذين عاشوا تلك المراحل التي أصبحت اليوم مجرد ذكريات جميلة تحكى للأجيال التي لم تعش تلك المرحلة الرائعة التي ولت بل انتهت ولم يعد بعدن اليوم ما يماثلها أو يلامس جانبا منها .. مشيرين بأن تلك المرحلة انتهت ولم يعد لها أي وجود وان الكثيرين من أهالي عدن باتوا يفتقدون للحد الأدنى منها.

وقال مواطنون عاشوا مرحلة الرقي والنهوض بعدن أنهم اليوم أمام مشهد غريب ومزعج لعدن أخرى تكالبت عليها كل قوى الفساد والتدمير التي قضت على كل فرض النهوض باوضاعها المتدهورة والمتردية ولم تجد المدينة المنكوبة اليوم قيادات فاعلة ومخلصة تنهض بها وأن كثيراً من يتولى أمرها شركاء في التخريب المتعمد ومشغولين بنهب مواردها وتعطيل اي جهد للنهوض بها حتى لا تستعيد مكانتها ودورها الريادي .

واعربوا عن الأسف أن تعاني عدن وهي المدينة الرائدة في كل شيء من خدمات متهالكة في كل جوانب الخدمات التي أصبحت أكثر سوءا حيث الأزمات متفاقمة وحادة في الكهرباء والمياه والتعليم والعلاج والاتصالات والطرقات والأمن والعدل .. مؤكدين أن كل شيء أصبح معطلا لصالح الفوضى العارمة والانفلات الشامل.

لقد بلغت معاناة الناس مستويات قاسية مع تفاقم الأزمات .. الماء لا يصلهم الا بمشقة وكذلك حال الكهرباء في انقطاع يومي صعب في ظل صيف حار وساخن وكذلك تفشي الأمراض والأوبئة ولم تعد الحكومات المتعاقبة معنية بتأمين العلاج والدواء للناس الذين تثقل كاهلهم أعباء توفير مبالغ التطبيب الصعبة.

كما أعرب البعض عن الأسف أن تكون عدن اليوم تعاني من طرقات متهالكة وتضييق في الشوارع والطرقات وازدحام في السيارات وتعطيل للموانئ والمطار ولكل شيء يرتبط ازدهارها به .

وأشاروا إلى أن الشيء الصعب اليوم في ظل تلك الظروف القاسية وتفشي السلاح المنفلت أن تحولت عدن السلام والنظام الى ثكنة عسكرية تعج بالفوضى المسلحة والمعسكرات نظامية منها وغير نظامية لترسم فيها مدى نفوذ القوى العابثة التي تستقوي بالسلاح بدلا من القانون.

ووسط ذلك الركام من السقوط المدمر للدولة بلغت معاناة المواطنين اليومية مستويات مأساوية فهم في مواجهة قاسية وصعبة مع الغلاء وارتفاع الأسعار الذي طال كل متطلبات الحياة اليومية في ظل أجور متدنية ومتأخرة الصرف لم تف بتوفير وضمان الحد الأدنى من العيش الكريم ليبقى الناس فاقدين للحياة الكريمة اللائقة لهم داخل مدينتهم التي كانت ذات يوم خير المدن .