صوت عدن /  فؤاد قائد علي: 
           


 فقد الوطن خلال الفترة الماضية عددا من كوادره الصحفية البارزة في مجال الصحافة والإعلام الرسمي لتدهور أوضاعهم الصحية ومعاناتهم مع المرض في ظروف قاسية لم يستطع البعض من توفير متطلبات العلاج في الخارج لاسيما في دول متقدمة كان تسفيرهم لها يمكن أن يوفر لهم مناخات ملائمة لتلقي العلاج والعودة إلى الوطن بعد التعافي مواصلين العطاء بإرادة أكثر فاعلية وحيوية.

اليوم يعاني مدير عام وكالة سبأ للانباء ، نقيب الصحفيين بعدن الأستاذ محمود ثابت صالح من وعكة صحية ألمت به منذ أكثر من عام كلما تخطى ظروف المرض وتماثل للشفاء تعاود معاناته مجددا وظل ليومنا يصارع وضعه الصحي بصبر كبير وكما عهدناه بابتسامة جميلة تحتوي كل من عرفه أو لم يعرفه يتسع صدره لزملاء المهنة متفاعلا مع همومهم ومعاناتهم ومدللا الصعاب التي تعترضهم في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد فكان لهم العون والسند والنقيب النشط الذي كان للجميع العضد والقيادي المحنك الذي حرص على تأدية وكالة سبأ للانباء بعدن واجبها في ظروف جد عصيبة.

وفي يومنا الخميس التاسع من سبتمبر الجاري اشتد به الالم والمرض وكان بحاجة ملحة لتركيب قربة من الدم للتخفيف من وطأة المرض فكان ولده البار رامي سباقا في منح والده الغالي ما يشاء من الدم في رفد لم يكن الاول بل كانت المرة الثانية التي يحتاج فيها الاستاذ والنقيب إلى الدم للتخفيف من المعاناة ووقع التعب الذي ألم به منذ أكثر من عام.

الصحفي مدير عام وكالة سبأ للانباء بعدن الأستاذ محمود ثابت صالح أحد أبرز القيادات الصحفية والنقابية في البلاد يتالم بصمت الجبال الشامخة عفيفا لم يطرق الأبواب للشكوى ولكنني التمس منه العذر لأن اناشد الحكومة الشرعية أن تقوم بواجبها ومن واقع مسؤوليتها نحو كوادرها فما بال الأمر ورفيقنا الأستاذ محمود قياديا بارزا وصحفيا مرموقاً خدم الصحافة الرسمية قرابة أربعة عقود من الزمن ومن حقنا أن ندعوا الحكومة وقيادة وزارة الإعلام والرئاسة اليمنية أن تقوم بالواجب السخي لإبعاثه إلى دولة أجنبية متقدمة لتلقي العلاج الذي يستحقه قبل فوات الاوان لطالما كان أحد أعمدة الإعلام البارزين ومسؤولا عن وكالة صحفية حكومية تعرضت وصحفييها وقيادتها للأذى والاستيلاء على مبانيها وظل في ظروف عصيبة ينقل الاخبار الصحفية للسلطة الشرعية وتحيط به مخاطر جمة فاقمت من تدهور وضعه الصحي.

وفي سياق متصل يحمل هموم قيادة المؤسسات الصحفية التي تعاني من أوضاع مقلقة جراء اهمال قرارات تعيينهم في ادراج الجهات المعنية في السلطة الشرعية حكى لي الأستاذ الصحفي محمود ثابت صالح مدير عام وكالة الأنباء اليمنية سبأ بعدن بانه تلقى اخر مكالمة هاتفية من زميله المرحوم رياض محفوظ شرف القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة صحيفة 14أكتوبر قبل أربعة أيام من وفاته تساءل فيها عن سبب سكوت القيادة الشرعية عن ترتيب اوضاعهم بعد ان تم الاستيلاء على المؤسسات الاعلامية الحكومية بعدن وحرمانهم والصحفيين والعاملين فيها من الحقوق التي كانوا يستلموها أثناء العمل قائلا يظهر بأننا سنموت ونحن بدون ترتيب اوضاع ولا صدور قرارات تضمن حياة كريمة لأسرنا بعد موتنا .. وها هو قد توفى دون ان يتحقق شئ مما ذكر وهاهي المعاناة ستلاحق أسرهم من بعد وفاتهم في ظل تقاعس وإهمال السلطة الشرعية عن القيام بواجباتها نحو كوادرها الصحفية والإعلامية لا أنها أظهرت قرارات تعيينهم الرسمية إلى النور لتحسين أوضاعهم المهنية ولا أنها حرصت على تقديم الرعاية الواجبة نحوهم وظلت تلزم الصمت حتى ينطق الجدار بكل أسف.