صوت عدن / تقرير خاص:


تزداد الأوضاع الاقتصادية سوءا وتدهورا مع استمرار الإنهيار الكارثي المتواصل للريال اليمني الذي هوى إلى أدنى مستوى له وأصبح سعر صرف الدولار الأمريكي يقترب من حاجز ألفي ريال يمني فيما الريال السعودي اصبح يقترب من حاجز 500 ريال يمني وما يترتب على ذلك الإنهيار المتسارع من ارتفاع اسعار كافة السلع الغذائية الأساسية المرتبطة بحياة الناس اليومية بشكل غير مسبوق ومأساوي.

وقال مراقبون أن ذلك يعني ان أكثر من 80%من الموظفين سيصبحون غير قادرين على شراء المواد الغذائية الاساسية لعائلاتهم ويشير إلى مجاعة رهيبة وقاسية سوف تتفشى بين أوساط الناس في ظل عجز الحكومة والسلطة الشرعية والتحالف عن اتخاذ إجراءات فاعلة تعيد للريال اليمني اعتباره.

ووسط تلك الحالة المعيشية والاقتصادية المأساوية التي تضرب العاصمة المؤقتة عدن وباقي المحافظات التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية التي تعيش على شفا مجاعة قاسية تداعى المواطنون إلى تظاهرات شعبية حاشدة مشروعة في تلك المحافظات التي تشهد جحيما معيشيا وانفلاتا شاملا وذلك اعتبارا من يوم غد السبت الموافق الرابع من ديسمبر أطلق عليها انتفاضة الجياع دون أن تحدد هوية مطلقي الدعوة أو الجهة التي تتبنى تلك التظاهرات رغم مشروعيتها لربما كان ذلك لدواع أمنية وخوفا من الملاحقات والاعتقالات.

ويتساءل مراقبون عما إذا كانت التظاهرات سوف تطالب برحيل السلطة الشرعية والحكومة ممثلة بالرئيس هادي وكذلك بالتحالف العربي اللذان تحملهما المسؤولية الكاملة عن ما آلت إليه الأوضاع من تدهور وسوء في محافظات يفترض أنها تشهد استقرارا معيشيا واقتصاديا وسياسيا.

ويقول الصحفي فتحي بن لزرق في تغريدة على حسابه بتويتر إن ‏النخب السياسية اليمنية التي تتصدر المشهد اليوم هي أرخص نخب في التاريخ اليمني ولن يأتي ارخص منها على الإطلاق.

وأشار إلى أنه لايعقل ان تتصدر هذه القيادات واجهة بلاد بلا حرية ولا كرامة ولا سيادة ولا إستقلال وفوق كل هذا حتى رغيف الخبز منعدم.

ولفت إلى أن الناس تموت جوعاً وهؤلاء غير قادرين حتى نطق كلمة واحدة.

فيما قال آخر أن النخب السياسية الحالية هي نخب تجارية بامتياز ولديها اهتمامات بمصالحها التجارية الخاصة بها ولو تولي اهتماما يذكر بمعاناة الناس المعيشية ولا تقوم بواجبها نحوهم بما تمليه عليها المسؤوليات التي يتحملونها.

وأكد آخرون أن السلطة الشرعية ومعها التحالف بقيادة السعودية يعرفون السبب الحقيقي لإنهيار العملة الوطنية واهدافه ومع ذلك لا يحركون ساكنًا ويلزمون الصمت المطبق ..مشيرين إلى أنه يجب اعتبار ذلك ضمن جرائم حقوق الانسان والحياة ويحب التصدي له بموقف وطني انساني واخلاقي حازم وتعرية مسببيه.

وكان الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الشورى قد قال في بيان سابق أن الشعوب الحية لا ترضى بالقهر طويلًا ولا تستكين للضيم مديدًا .. مشيرا إلى أن ما يحدث في اليمن قهرًا وضيمًا وتهديدًا حقيقيًا لثلاثين مليونًا مؤكدا.. أن الحوثيين وإيران سببه الأول وبعض التحالف سببه الآخر والسكوت عنه شراكة فيه.

لذلك تأتي الدعوة الى انطلاق انتفاضة غضب في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية لعلها تحرك الركود السياسي وحال الوهن الذي أصاب مفاصل السلطة الشرعية التي أصبحت رهينة التحالف ولا تستطيع أن تصارح شعبها بحقيقة الوضع وما تحاك من مؤامرات ضد السيادة والكرامة واختطاف القرار الوطني وما آل إليه من فرض حالات رهيبة من التجويع لمواطنين تطلعوا من التحالف أن يكون عونا لهم لا أن يكون عابثا ومنتهكا لحقوقهم الإنسانية وحقهم في الحياة الكريمة.

                    


 ‏