صوت عدن / تقرير خاص: 

يصادف اليوم 27 فبراير الذكرى العاشرة لتولي الرئيس عبدربه منصور هادي السلطة كرئيس للجمهورية اليمنية خلفا للرئيس الراحل علي عبدالله صالح عقب تظاهرات سلمية حاشدة عرفت بالربيع العربي في عموم المحافظات طالبت برحيل النظام السابق الذي كان على رأسه صالح لمدة 33عاما.

وجاءت رئاسة هادي للبلاد في 27 فبراير 2012م عقب انتخابات شكلية كان فيها المرشح التوافقي الوحيد دون أي مرشح منافس املا بمرحلة انتقالية جديدة مدتها عامين تتهيء فيها البلاد لانتخابات عامة رئاسية ونيابية تدشن انطلاقة لمرحلة من التحولات الشاملة.

ويقول مراقبون أنه منذ تولي الرئيس هادي لمنصبه عصفت بالبلاد صراعات عميقة وزادت الأوضاع سوءا وقويت فيها شوكة جماعة الحوثي التي انقضت على مفاصل الدولة وقادت انقلابا عسكريا لم يستطع الرئيس هادي مواجهته في بدايته ولم يحرك القوات المسلحة للتصدي لذلك الانقلاب .. مشيرين إلى أنه كان يفتقد للحنكة السياسية والقيادة والإرادة الشجاعة ما ترتب على ضعفه انقسام البلاد وشكل بداية لسقوط الدولة وتفاقم الأوضاع.

وأوضحوا بأن الرئيس هادي لم يستفد من  الدعم الشعبي والإقليمي والدولي والمبادرة الخليجية التي وفرت له كل سبل القوة إلا أنه اتخذ قرارات خاطئة أزاح فيها كل القيادات العسكرية والأمنية والسياسية من مواقع القيادة في أجهزة الدولة ووضع محلهم عناصر غير فاعلة ولا تمتلك الخبرات ما أدى إلى إضعاف الدولة وتسهيل الانقضاض عليها.

واضافوا أنه عقب انتهاء مؤتمر الحوار الوطني لم يتمكن هادي من تسليم السلطة لرئيس منتخب بعد عامين من تعيينه كما كان مقررا فقد تمسك بالرئاسة وأحاط نفسه بالمنتفعين وعديمي الفائدة حتى اندلعت الحرب في البلاد مع سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وغادر متخفيا إلى عدن ومع تصاعد الحرب واستهداف الحوثيين مقر إقامته في عدن غادر من جديد إلى العاصمة السعودية الرياض بعد فراره الى سلطنة عمان وكانت إقامته في الرياض قد أدخلته في غيبوبة لم يفق منها حتى اللحظة.

واعتبروا بأن طلب الرئيس هادي للتدخل السعودي عسكريا لحماية مايقال الشرعية وتشكيلها التحالف دون اتفاق قانوني واضح قد سمح بتسليم البلاد والسلطات لتحالف أصبح اليوم جزءا من الأزمة وباتت اطماعه مكشوفة فيما أصبح الرئيس هادي رهين إقامته الدائمة في الرياض معزولا عن هموم شعبه ولا يمتلك من السلطة شيئا.

ولفتوا إلى أن 10 سنوات من سلطة الرئيس هادي قد أدت إلى سقوط الدولة بقبضة المليشيات التي صنعها التحالف وتسببت في زيادة معاناة الناس وفاقمت الأزمات الاقتصادية والخدماتية والإنسانية ودخلت البلاد في أسوأ أزمة إنسانية وتمزق النسيج الاجتماعي وباتت البلاد تتقاسمها المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا في الشمال فيما الجنوب تحت سيطرة ميليشيات مناطقية مدعومة من الامارات ويعاني المواطنون تحت سلطة الأمر الواقع فيها عذابات معيشية وفقدان للأمن والأمان وتفشي الجريمة والفساد ونهب المال العام وانهيار العملة الوطنية التي ترتب عليها مجاعة غير مسبوقة.

ويقول الكاتب والباحث عادل دشيلة إن "10 سنوات من حكم هادي يمكن أن توصف بعقد انهيار الدولة اليمنية إذ إن الدولة تفككت وأُضعفت القوى الوطنية وتمزقت بنية القبيلة وأُفرزت كيانات بديلة للدولة".

ويوضح أن الحل في اليمن يحتّم وجود قوى وطنية تفرض الأمر الواقع وتنهي وجود الكيانات المسلحة لكنه يرى أن ذلك لا يتوفر حتى اللحظة.. فيما يضيف محللون إن الأوضاع المتدهورة فيما تسمى بالمحافظات المحررة هي نتيجة طبيعي لأمر واقع فرضه التحالف العربي بالتوافق مع الرئيس هادي الذي تماهى مع مخططات مدمرة لليمن ومنهكة للناس وفقدانه القرار السياسي الوطني .. متسائلين وإلا لماذا صمت هادي عن الأوضاع التي آلت إلى السوء والتصدع ولم يحرك ساكنا؟.. ولم يتخذ خطوة شجاعة للتوجه نحو السلام ووقف الحرب كمصلحة وطنية للحفاظ على ماتبقى لليمن من وجود قبل أن يرتبط اسمه بخراب البلاد وهلاك العباد.

10 سنوات من سلطة الرئيس هادي ليمن أصبح ممزقا ومدمرا ولم يبق من الشرعية غير اسمها الذي ارتبط بكل الخيبات والمآسي والمعاناة وفقدان السيادة وانتهاك الكرامة وتعطيل الموانئ والمطارات وتفشي العصابات المسلحة وسقوط مؤسسات الدولة بيد الميليشيات فيما أصبح المواطن يبحث عن اسطوانة غاز منزلي فلم يجدها الا بمشقة .. وكذلك البحث عن شربة ماء ولقمة عيش فلم يجدهما الا بتعب شديد وكذلك يبحث عن عدل فلم يجد غير ظلم فادح وانتهاك بشع للحقوق الإنسانية .. وكذلك بات خيار وقف الحرب مطلبا ملحا لاسيما وأن التصعيد لتلك الحرب العبثية قد دمر كل البنى التحتية المرتبطة بحياة الناس اليومية.